الاثنين، 30 أغسطس 2010

كمال الحيدرى يتحدى أن يجدوا عقيدة واحدة أساسية من عقائد مدرسة الصحابة لها أسس في رواياتنا وفي كلمات علمائنا لن يجدوا ذلك أبدا- ونحن قبلنا التحدى واليكم

تحدى لاهل السنة من احد كهنة الشيعة الروافض آيه العفريت كمال الحيدرى

"أتحدّاهم أن يجدوا عقيدة واحدة أساسية من عقائد مدرسة الصحابة لها أسس في رواياتنا وفي كلمات علمائنا لن يجدوا ذلك أبدا لن يجدوا ذلك أبدا"

ونحن قبلنا التحدى

المقدمة

في برنامج الأطروحة المهدوية الحلقة 07: المهدي المنتظر (ع) في كلمات محيي الدين بن عربي ق1. التاريخ: 08/11/2009م على قناته المعروفة.

تمام كلامه:
" وهنا تحدّيّ المباشر لأولئك الذين يدّعون ما يدّعون ويقولون واقعا وكلامهم أكبر من حجمهم العلمي بكثير

: أتحدّاهم أن يجدوا عقيدة واحدة أساسية من عقائد مدرسة الصحابة لها أسس في رواياتناوفي كلمات علمائنا لن يجدوا ذلك أبدا لن يجدوا ذلك أبدا،

 نعم قد يذهبون إلى رواية هنا وإلى رواية هناك، وهذه الرواية ضعيفة السند أو غير مقبولة أو مرفوضة أو لها معارض أو عندما تعرض على كتاب الله ساقطة عن الاعتبار،

أو يذهبون إلى بعض الناس وبعض الكتّاب ويقرؤون أسماء كتب لم يسمع بها أحد

. أنا أقول: إذا أرادوا أن ينقلوا كلاما من علماء مدرسة أهل البيت لابد أن يستندوا إلى أعلام مدرسة أهل البيت لا كل من كتب كتابا في مدرسة أهل البيت يعتمد عليه ولا كل من يخرج على فضائيات مدرسة أهل البيت يمكن الاعتماد على كلامه حتى يقول يمينا ويسارا ويذهب يشرق ويغرب أبدا،

 أنتم إذا أردتم أن تسندوا إلينا شيئا المنطق المنهج العلمي الصحيح يقتضي أن تراجعوا أولا أمهات كتبنا هذا أولا،

 وثانياً أن تتأكدوا من صحة الأحاديث كما نحن نفعل نحاول أن نستدل بأي أحاديث؟ بالأحاديث المصححة عندكم لا مطلق الأحاديث ".

بإمكانك الرّجوع إلى موقعه للتثبّت من الكلام المنقول، وهذا من حقّك.
أمّا بالنّسبة للرّابط، فهو موجود عندي، وقد أخذت كلامه هذا من الرّابط مباشرة دون واسطة، ولكنّي لا أرى جواز الدّلالة على روابط المواقع التي تدعو إلى الضّلال.
وأنت تستطيع الوصول إلى الرّابط عن طريق (google).

 

 

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=103389&page=4

الرد

مذهب أهل البيت هو مذهب الصحابة ولكن كهنة الشيعة الروافض يكذبون و يضللون الشيعة


الفهرس:
1. أهل البيت يلجئون ويوصون باللّجاءة إلى الله وحده.
2. أهل البيت يرغّبون في التوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصّالحة، وينفون التوسّل بالمخلوقين.
3. أهل البيت والدّعاء.
4.أهل البيت وتحريم نسبة جلب النّفع ودفع الضرّ إلى غير الله.
5. أهل البيت وتحريم الحلف بغير الله.
6. أهل البيت وتحريم البناء على القبور.
7. أهل البيت يدعون إلى التمسّك بالكتاب والسنّة والردّ إليهما.
8. أهل البيت والتّحذير من البدع.
9. أهل البيت ومحبّة الصّحابة.
10. أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة.
11. أهل البيت ينكرون العصمة.
12. أهل البيت يتبرّؤون من نسبة علم الغيب إليهم.
13. أهل البيت يقرّون بأنّهم يسهون وينسون.
14. أهل البيت يحرّمون اللّطم والنّياحة.
15. أهل البيت يحرّمون نكاح المتعة.
16. أهل البيت يأمرون بغسل الرّجلين في الوضوء.
17. أهل البيت يُفتون بجواز السّجود على القطن والكتان.

***

توطئة:
لعلّ من أجلّ نعم الله جلّ وعلا على عباده أن جعل في كلّ مذهب باطل ما يدلّ على بطلانه، وما يدلّ معتنقه على الحقّ، ليكون منارا لكلّ منصف متجرّد، وحجّة يوم القيامة على كلّ معاند مستكبر، ومصادر الشّيعة لا يكاد يخلو مصدر منها من نصوص تدلّ على بطلان كثير من معتقدات الشّيعة من جهة، وتدلّ على أحقية أهل السنّة بأهل البيت (رضوان الله تعالى عليهم) من جهة ثانية.
وفيما يأتي بعض النّصوص التي وقفت عليها بنفسي، وجمعتها مباشرة من كتب القوم، من دون الاستعانة بأيّ كتاب آخر ينقل عنها، وهذه الكتب التي أنقل منها حمّلتها من مواقع شيعيّة خالصة، وقد تحرّيت أن أورد النّصوص كما هي دون زيادة أو نقصان يخلّ بالمعنى أو يحوّره.

***
1. أهل البيت يلجئون ويوصون باللّجاءة إلى الله وحده:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يلجئون في دعائهم إلا إلى الله وحده، وكانوا ينهون مَن حولهم عن سؤال غير الله، وهذه بعض أقوالهم:

النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم):
1.أورد الطّوسيّ في (أماليه) عن الفضيل بن يسار، قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله) يريد حاجة، فإذا هو بالفضل بن العباس. قال: فقال: احملوا هذا الغلام خلفي. قال: فاعتنق رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده من خلفه على الغلام، ثم قال: ( يا غلام، خفِ الله تجده أمامك، يا غلام خف الله يكفك ما سواه، وإذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، ولو أنّ جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئا قد قدّر لك لم يستطيعوا، واعلم أّن النّصر مع الصبر، وأّن الفرج مع الكرب، وأنّ اليسر مع العسر، وكلّ ما هو آت قريب. إنّ الله يقول: (ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقى عبد لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة، ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي ما زاد ذلك إلا مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر، وذلك أنّ عطائي كلام، وعدتي كلام، وإنما أقول للشيء كن فيكون)). (أمالي الطّوسي: ص536).

عليّ المرتضى (رضي الله عنه):
2. في (الكافي) عن أَبي الحسن الرّضَا (عليه السلام) أَنّ أَمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كان يقول: "طوبى لمن أخلص للهِ العبادةَ والدّعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناهُ ولم ينسَ ذكر اللهِ بما تسمعُ أذناهُ ولم يحزُنْ صدرَهُ بما أعطي غيرُه". (الكافي: 02/16. كتاب الإيمان والكفر. باب الإخلاص. رواية رقم 03).

عليّ السجّاد (عليه رحمة الله):
3. كان من دعائه كما في (الصّحيفة السجّادية): "اللّهمّ اجعلني أصول بك عند الضّرورة وأَسأَلك عند الحاجة، وأَتضرّع إليك عند المسكنة، ولا تفتنّي بالاستعانة بغيْرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتّضرّع إلى من دونك إذا رهبت فأستحقّ بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك يا أَرحم الرّاحمين". (الصّحيفة: دعاء 20: دعاؤه في مكارم الأخلاق).

الإمام الباقر (عليه رحمة الله):
4. كان من دعائه (عليه رحمة الله): " استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها، واعتصمت بحبل الله المتين وأعوذ بالله من شرّ فسقة العرب والعجم وشرّ فسقة الجنّ والإنس، ربي الله ربي الله ربي الله، آمنت بالله توكّلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا، حسبي الله ونعم الوكيل. اللهمّ من أصبح وله حاجة إلى مخلوق فإنّ حاجتي ورغبتي إليك وحدك لا شريك لك" (مصباح المتهجّد: ص179).
5.وكان من دعائه (عليه السّلام) عقيب صلاة الليل:
"... اللهمّ لك الحمد يا ربّ أنت نور السّماوات والأرض فلك الحمد، وأنت قوام السّماوات والأرض فلك الحمد، وأنت جمال السّماوات والأرض فلك الحمد، وأنت زين السّماوات والأرض فلك الحمد، وأنت صريخ المستصرخين فلك الحمد، وأنت غياث المستغيثين فلك الحمد، وأنت مجيب دعوة المضطرّين فلك الحمد، وأنت أرحم الرّاحمين الرّحمن الرّحيم فلك الحمد، اللهمّ بك تنزل كل حاجة فلك الحمد، وبك يا إلهي أنزلت حوائجي الليلة فاقضها يا قاضي حوائج السائلين... " (مصباح المتهجّد: 164).
6.وكان من وصاياه لأبنائه: " يا بنيّ من كتم بلاء ابتلي به من النّاس وشكا ذلك إلى الله عز وجلّ كَان حقا على الله أن يعافيه من ذلك البلاء ". (بحار الأنوار: 90/286).

جعفر الصّادق (عليه رحمة الله):
7. في (الكافي) أنّ الصّادق (عليه السّلام) كان يقول عند العلّة: "اللهمّ إنّك عيّرت أقواما فقلت: { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }، فيا من لا يملك كشف ضرّي ولا تحويله عني أحد غيره، صلّ على محمد وآل محمد، واكشف ضرّي وحوّله إلى من يدعو معك إلها آخر لا إله غيرك". (الكافي: 02/564. باب الدعاء للعلل والأمراض: رواية 01).
8. وفي (بحار الأنوار) أنّ الصّادق (عليه السّلام) كان يدعو فيقول: "اللّهمّ إنّي أصبحت لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا ولا حياة ولا موتًا ولا نشورًا، قد ذلّ مصرعي، واستكان مضجعي، وظهر ضرّي، وانقطع عذري، وقلّ ناصري، وأسلمني أهلي ووالدي وولدي بعد قيام حجّتك عليّ، وظهور براهينك عندي، ووضوح أدلّتك لي. اللهمّ وقد أعيت الحيل، وتغلّقت الطرق، وضاقت المذاهب، ودرست الآمال إلا منك، وانقطع الرّجاء إلا من جهتك." (بحار الأنوار: 83/317).
9. وفي (الكافي) عن يعقوب بن سالم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السّلام) فقال له العلاء بن كامل: إنّ فلانا يفعل بي ويفعل، فإن رأيت أن تدعو الله عز وجلّ، فقال: "هذا ضعف بك، قل: اللهمّ إنّك تكفي من كلّ شيء ولا يكفى منك شيء، فاكفني أمر فلان بم شئت وكيف شئت و[من] حيث شئت وأنّى شئت". (الكافي: 02/512. باب الدّعاء على العدوّ: رواية 04).
10.وفي (الكافي) عن سماعة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خفت أمرا فقل: " اللهمّ إنّك لا يكفي منك أحد وأنت تكفي من كل أحد من خلقك فاكفني كذا وكذا ".
وفي حديث آخر قال: تقول: " يا كافيا من كل شيء ولا يكفي منك شيء في السماوات والأرض اكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، وصلّى الله على محمّد وآله ". (الكافي: 02/557).

الحسن العسكريّ (عليه رحمة الله):
11.عن الحسن بن علي بن محمد (عليهم السلام) في قول الله (عز وجل): " بسم الله الرحمن الرحيم " قال: الله هو الذي يتألّـه إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق وعند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الأسباب من جميع من سواه. تقول: " بسم الله " أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي، وهو ما قال رجل للصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله دُلني على الله ما هو، فقد أكثر علي المجادلون وحيّروني. فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم. قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغ************؟ قال: نعم. قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم. قال الصادق عليه السلام: "فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث". (معاني الأخبار: 01/16، بحار الأنوار: 03/41).

بعض ولد الحسين (رضي الله عنه):
12.في (الكافي) عن الحسين بن علوان قال: كنّا في مجلس نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا، فقال: إذًا والله لا تُسعف حاجتك ولا يَبلغك أملك ولا تنجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: "إنّ أبا عبد الله (عليه السّلام) حدّثني أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى يقول: وعزّتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل [من الناس] غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة عند الناس، ولأنحينّه من قربي، ولأبعدنّه من فضلي، أيؤمِّل غيري في الشّدائد والشّدائد بيدي؟!، ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني؟! فمن ذا الذي أمّلني لنوائبه فقطعته دونها؟! ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاء ه منّي؟! جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي، وملأت سماواتي ممّن لا يملّ من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي، ألم يعلم من طرقَته نائبة من نوائبي أنّه لا يملك كشفها أحد غيري إلا مِن بعد إذني، فمالي أراه لاهيا عنّي، أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسألني ردّه وسأل غيري؛ أ فيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أُسأل فلا أجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيبخّلني عبدي؟، أوليس الجود والكرم لي؟! أوليس العفو والرحمة بيدي؟! أوليس أنا محلّ الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا غيري، فلوا أنّ أهل سماواتي وأهل أرضي أمّلوا جميعا ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟!، فيا بؤسا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني". (الكافي: 02/66. باب التفويض إلى الله والتوكل عليه: رواية 07).

وفي رواية (الكافي) عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بعض ولد الحسين: من تؤمّل لما قد نزل بك؟ فقلت: موسى بن عبد الله، فقال: إذا لا تقضى حاجتك ثم لا تنجح طلبتك، قلت: ولم ذاك؟ قال: لأني قد وجدت في بعض كتب آبائي أن الله عز وجل يقول -ثم ذكر مثله- فقلت: يا ابن رسول الله أمْل علي، فأملاه علي، فقلت: لا والله ما أسأله حاجة بعدها. (الكافي: 02/66-67. باب التفويض إلى الله والتوكل عليه: رواية 07 و08).

وفي رواية (أمالي الطّوسيّ) عن عبد الله بن محمد بن عبيد بن ياسين بن محمد بن عجلان مولى الباقر (عليه السلام)، قال: حدثني أبي، عن جدّه ياسين بن محمد، عن أبيه محمّد بن عجلان، قال: أصابتني فاقة شديدة ولا صديق لمضيق، ولزمني دين ثقيل وغريم يلجّ باقتضائه، فتوجّهت نحو دار الحسن بن زيد، وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه، وشعر بذلك من حالي محمّد بن عبد الله بن علي بن الحسين، وكان بيني وبينه قديم معرفة، فلقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال لي: قد بلغني ما أنت بسبيله، فمن تؤمّل لكشف ما نزل بك؟ قلت: الحسن بن زيد. فقال: إذن لا تقضى حاجتك ولا تسعف بطلبتك، فعليك بمن يقدر على ذلك، وهو أجود الأجودين، فالتمس ما تؤمله من قبله، فإنّي سمعت ابن عمي جعفر بن محمّد يحدّث عن أبيه عن جدّه، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه إليه: "وعزّتي وجلالي لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل غيري بالإياس، ولأكسونّه ثوب المذلّة في النّاس، ولأبعدنّه من فرَجي وفضلي، أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري، أو يرجو سواي؟ وأنا الغنيّ الجواد، بيدي مفاتيح الأبواب، وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني، ألم يعلم أنه ما أوهنته نائبة لم يملك كشفها عنه غيري، فما لي أراه بأمله معرضا عنّي؟، قد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرض عنّي ولم يسألني وسأل في نائبته غيري! وأنا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة، أفأسال فلا أجيب؟ كلا، أو ليس الجود والكرم لي، أو ليس الدنيا والآخرة بيدي، فلو أنّ أهل سبع سماوات وأرضين سألوني جميعا فأعطيت كلّ واحد منهم مسألته، ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ فيا بؤس لمن عصاني ولم يراقبني".
فقلت: يا ابن رسول الله، أعد عليّ هذا الحديث، فأعاده ثلاثا فقلت: لا والله لا سألت أحدا بعد هذا حاجة، فما لبثت أن جاءني برزق وفضل من عنده. (الأمالي: ص584).

***

2. أهل البيت يرغّبون في التوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصّالحة، وينفون التوسّل بالمخلوقين:

علي المرتضى (رضي الله عنه):
1. يقول علي (رضي الله عنه) كما في (نهج البلاغة): "إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله، فإنّه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامة الصّلاة فإنّها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من العقاب، وحجّ البيت واعتماره فإنّهما ينفيان الفقر ويرحضان الذّنب، وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ومنسأة في الأجل، وصدقة السرّ فإنّها تكفّر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السّوء، وصنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولانا أمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاري مجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة. خطبة رقم 109: ومن خطبة له (عليه السّلام) في أركان الدين).
2. ويقول (رضي الله عنه) موصيا ولده الحسن (رضي الله عنه) كما في (نهج البلاغة): " واعلم أنّ الّذي بيده خزائن السّماوات والأرض قد أذن لك في الدّعاء وتكفّل لك بالإجابة، وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، ولم يمنعك إن أسأت من التّوبة، ولم يعاجلك بالنّقمة، ولم يعيّرك بالإنابة ولم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى، ولم يشدّد عليك في قبول الإنابة، ولم يناقشك بالجريمة، ولم يؤيسك من الرّحمة. بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة، وحسب سيّئتك واحدة، وحسب حسنتك عشرا، وفتح لك باب المتاب. فإذا ناديته سمع نداءك، وإذا ناجيته علم نجواك. فأفضيت إليه بحاجتك، وأبثثته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك، واستكشفته كروبك، واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار وصحّة الأبدان وسعة الأرزاق.
ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته، واستمطرت شآبيب رحمته. فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته، فإنّ العطيّة على قدر النّيّة. وربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل وأجزل لعطاء الآمل. وربّما سألت الشّيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك. فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله و ينفى عنك وباله. فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له. ". (نهج البلاغة: باب المختار من كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورسائله إلى أعدائه وأمراء بلاده ويدخل في ذلك ما اختير من عهوده إلى عمّاله ووصاياه لأهله وأصحابه: وصية [31]: ومن وصيّته (عليه السلام) للحسن بن علي (عليه السلام)، كتبها إليه بـ "حاضرين" عند انصرافه من صفّين).

الإمام السجّاد (عليه رحمة الله):
3.في (بحار الأنوار) عن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) يصلّي عامّة ليلته في شهر رمضان، فإذا كان السّحر دعا بهذا الدعاء:
" إلهي لا تؤدّبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في حيلتك، من أين لي الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك، لا الذي أحسن استغني عن عونك ورحمتك، ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك، يا رب - حتى ينقطع النفس - بك عرفتك وأنت دللتني عليك، ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت. الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئا حين يدعوني، والحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلا حين يستقرضني، والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي، وأخلو به حيث شئت لسري، بغير شفيع فيقضي لي حاجتي،والحمد لله الذي لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، والحمد لله الذي لا أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلف رجائي والحمد لله الذي وكلني إليه فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني، والحمد لله الذي تحبّب إلى وهو غنيّ عني، والحمد لله الذي يحلم عني حتى كأني لا ذنب لي، فربّي أحمد شيء عندي، وأحق بحمدي. اللهمّ إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء إليك مترعة والاستعانة بفضلك لمن أملك مباحة، وأبواب الدعاء إليك للصارخين مفتوحة، وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة، وللملهوفين بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا عن منع الباخلين، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين، وأنّ الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحجب عن خلقك ولكن تحجبهم الأعمال السيئة دونك، وقد قصدت إليك بطلبتى، وتوجهت إليك بحاجتي وجعلت بك استغاثتي، وبدعائك توسلي، من غير استحقاق لاستماعك مني، ولا استيجاب لعفوك عني، بل لثقتي بكرمك، وسكوني إلى صدق وعدك، ولجائي إلى الإيمان بتوحيدك، وثقتي بمعرفتك مني: أن لا رب لي غيرك، ولا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. اللهم أنت القائل وقولك حق ووعدك صدق: { وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمَا }، وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية وأنت المنان بالعطايا على أهل مملكتك، والعائد عليهم بتحنن رأفتك، اللهم ربيتني في نعمك وإحسانك صغيرا، ونوهت باسمي كبيرا، يا من رباني في الدنيا بإحسانه وبفضله ونعمه، وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه، معرفتي يا مولاي دليلي عليك، وحبي لك شفيعي إليك، وأنا واثق من دليلي بدلالتك، وساكن من شفيعي إلى شفاعتك، أدعوك يا سيدي بلسان قد أخرسه ذنبه، رب أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه، أدعوك يا رب راهبا راغبا راجيا خائفا، إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت، وإذا رأيت عفوك طمعت، فان غفرت فخير راحم، وإن عذبت فغير ظالم. حجتي يا الله في جرأتي على مسألتك مع إتياني ما تكره جودك وكرمك، وعدتي في شدتي مع قلة حيائي منك رأفتك ورحمتك، وقد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتي، فصل على محمد وآل محمد، وحقق رجائي، واسمع ندائي، يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج". (بحار الأنوار: 95/82-83).
4. وكان من دعائه (عليه رحمة الله) كما في (الصّحيفة السجّادية): " إلهي استشفعت بك إليك، واستجرت بك منك، أتيتك طامعا في إحسانك، راغبا في امتنانك، مستسقيا وابل طولك مستمطرا غمام فضلك، طالبا مرضاتك، قاصدا جنابك، واردا شريعة رفدك، ملتمسا سني الخيرات من عندك، وافدا إلى حضرة جمالك، مريدا وجهك، طارقا بابك، مستكينا لعظمتك وجلالك، فافعل بي ما أنت أهله من المغفرة والرحمة، ولا تفعل بي ما أنا أهله من العذاب والنقمة برحمتك يا أرحم الراحمين". (الصّحيفة: دعاء 73: المناجاة الخامسة: مناجاة الراغبين).
5. ومن دعائه أيضا كما في (الصّحيفة) دائما: "ووسيلتي إليك التّوحيد، وذريعتي أَنّي لم أُشرك بك شيئاً، ولم أَتّخذ معك إلهاً، وقد فررت إليك بنفسي، وإليك مفرّ المسيء، ومفزع المضيّع لحظّ نفسه، ...". (الصّحيفة: دعاء 49: وكان من دعائه (عليه السلام) في دفاع كيد الأعداء وردّ بأسهم).
6. ومن وصيته عليه رحمة الله لأبنائه كما في (الكافي): عن ابن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام قال لابنه: "يا بَنِيّ من أصابه منكم مصيبة أو نزلت به نازلة فليتوضّأ وليسبغ الوضوء، ثم يصلّي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في آخرهنّ: "يا موضع كلّ شكوى، ويا سامع كلّ نجوى، وشاهد كل ملاء، وعالم كلّ خفية، ويا دافع ما يشاء من بلية، ويا خليل إبراهيم، ويا نجي موسى، ويا مصطفي محمد (صلى الله عليه وآله) أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته وقلّت حيلته وضعفت قوته، دعاء الغريق الغريب المضطرّ الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين"، فإنّه لا يدعو به أحد إلا كشف الله عنه إن شاء الله". (الكافي: 02/560. باب الدعاء للكرب والهم والحزن والخوف: رواية 15).

الإمام الباقر (عليه رحمة الله):
7. في (مكارم الأخلاق) للطّبرسيّ عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنت مع الباقر (عليه السّلام) فضلّ بعيري، فقال (عليه السّلام): صلّ ركعتين ثم قل كما أقول: " اللهمّ رادّ الضالّة، هاديا من الضّلالة ردّ عليّ ضالّتي فإنّها من فضلك وعطائك " ثم قال (عليه السّلام): يا أبا عبيدة تعال فاركب، فركبت مع أبي جعفر (عليه السّلام) فلمّا سرنا إذا سواد على الطريق، فقال (عليه السّلام): " يا أبا عبيدة هذا بعيرك " فإذا هو بعيري. (مكارم الأخلاق: 259-260).

***

3. أهل البيت والدّعاء:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله عليهم يؤكّدون على أنّ الدّعاء هو العبادة، ويحذّرون من دعاء غير الله ويصْدعون بأنّ سؤال غيره سبحانه شرك.

علي المرتضى (رضي الله عنه) يقول أنّ الدّعاء من أفضل القربات:
1. في (الكافي) عن ابن القداح عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): (أحَبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ في الأرض الدّعاء، وأفضل العبادة العفاف)، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) رجلا دَعّاء. (الكافي: 02/467. كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء والحث عليه. رواية 08).

الإمام زين العابدين يقول أنّ الدّعاء عبادة:
2. كان من دعائه (عليه السّلام) في وداع شهر رمضان: " ... وأنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم لم تدركه أبصارهم ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه أوهامهم، فقلتَ: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }، وقلتَ { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }، وقلتَ: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }، فسمّيت دعاءك عبادة وتركه استكبارا، وتوعّدت على تركه دخول جهنم داخرين... " (الصّحيفة السجّادية: الدعاء 45).

الإمام الصّادق (عليه رحمة الله) يقول أنّ الدّعاء هو العبادة:
3. في (الكافي) عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: إنّ الله عزّ وجلّ يقول: { إِنَّ الذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين } قال: "هو الدّعاء، وأفضل العبادة الدّعاء". قلت: { إنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيم }؟ قال: الأوّاه هو الدّعّاء". (الكافي: 02/466).
4. وفي (الكافي) عن حماد بن عيسى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: "ادع ولا تقل: قد فرغ من الأمر؛ فإنّ الدّعاء هو العبادة، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: { إِنَّ الذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين } وقال: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ". (الكافي: 02/467).
5. في (الكافي) أيضا عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أي العبادة أفضل؟ فقال: "ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسأل ويطلب ممّا عنده، وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده" (الكافي: 02/466).
6. وفي (الكافي) أيضا عن سيف التمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "عليكم بالدعاء؛ فإنّكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إنّ صاحب الصّغار هو صاحب الكبار". (الكافي: 02/467).
7. وفي (الكافي) أيضا عن أبي الصباح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إن الله عزّ وجلّ كره إلحاح النّاس بعضهم على بعض في المسألة وأحبّ ذلك لنفسه، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ أن يسأل ويطلب ما عنده". (الكافي: 02/475).

الإمام الصّادق (عليه رحمة الله) يقول أنّ دعاء غير الله شرك:
8. في (وسائل الشّيعة) عن عباس بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ هؤلاء العوام يزعمون أنّ الشّرك أخفى من دبيب النّمل في الليلة الظّلماء على المسح الأسود؟، فقال: " لا يكون العبد مشركا حتى يصلّي لغير الله، أو يذبح لغير الله، أو يدعو لغير الله عزّ وجلّ ". (الخصال: 01/143، وسائل الشيعة: 28/341. رواية رقم 09 تحت باب (جملة ممّا يثبت به الكفر والارتداد)).

الإمام الكاظم (عليه رحمة الله) يوصي بدعاء الله وحده:
9. عن أبي ولاد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السّلام): "ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عزّ وجلّ الدّعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا، وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدّعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا، فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجلّ". (الكافي: 02/471).

***

4. أهل البيت وتحريم نسبة جلب النّفع ودفع الضرّ إلى غير الله:
في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله عزّ وجلّ { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونْ } قال: "هو قول الرجل: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، ألا ترى أنّه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه". قلت: فيقول ماذا؟ يقول: لولا أنْ منّ الله عليّ بفلان لهلكت، قال: "نعم، لا بأس بهذا أو نحوه". (وسائل الشّيعة: 05/255).

***

5. أهل البيت وتحريم الحلف بغير الله:
1. في (الكافي) عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّ المنصور قال له: رُفع إليّ أنّ مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك، ويجمع لك الأموال، فقال: والله ما كان، فقال: لا أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي، فقال: أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟! إنّه من لم يرضَ بالله فليس من الله في شيء".(الكافي: 06/446، وسائل الشيعة: 23/231).
2. وفي (من لا يحضره الفقيه) عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المناهي أنّه نهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال: من حلف بغير الله فليس من الله في شيء، ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله عز وجلّ، وقال: من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها كفارة يمين ، فمن شاء برّ ، ومن شاء فجر، ونهى أن يقول الرّجل للرجل: لا وحياتك، وحياة فلان. (من لا يحضره الفقيه: 4/7، وسائل الشيعة: 23/259).

***

6. أهل البيت وتحريم البناء على القبور:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم ينهون أشدّ النّهي عن البناء على القبور عامّة وعن البناء على قبورهم خاصّة، على عكس ما يقرّره علماء الشّيعة من أنّ النّهي عن البناء على القبور متعلّق بما سوى قبور الأنبياء والأئمّة:

النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله):
1. في (من لا يحضره الفقيه) أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تتّخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإنّ الله عزّ وجلّ لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). (من لا يحضره الفقيه: 01/178. باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيارة القبور والنوح والمأتم: رواية رقم 532)..
2. وفي (وسائل الشّيعة) عن يونس ببن ظبيان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يصلّى على قبر، أو يقعد عليه، أو يبنى عليه". (وسائل الشّيعة: 03/210. باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السّلام) والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه: رواية رقم 02).
3. في (كنز الفوائد) للكراجكي عن أسد بن إبراهيم السّلمي والحسين بن محمد الصيرفي معا، عن أبي بكر المفيد الجرجراني، عن ابن أبي الدنيا المعمر المغربي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ( لاتتّخذوا قبري عيدا، ولاتتخذوا قبوركم مساجدكم، ولا بيوتكم قبورا ) ". (مستدرك الوسائل: 02/287).
4. وفي (فقه الرّضا) للصّدوق: " فلمّا أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إنّ الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي (صلى الله عليه وآله) في بقيع المصلى وأن يؤمّهم رجل منهم، فخرج علي (عليه السّلام) إلى النّاس فقال: يا أيها الناس أ ما تعلمون أنذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إمامنا حيا وميّتا وهل تعلمون أنّه (صلى الله عليه وآله) لعن من جعل القبور مصلّى، ولعن من يجعل مع الله إلها، ولعن من كسر رباعيته وشقّ لثته". (فقه الرضا: ص188-189).

علي المرتضى (رضي الله عنه):
5. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هدم القبور وكسر الصّور". (وسائل الشّيعة: 03/211: تحت (باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم السّلام والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه): رواية رقم 06).
6. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السذلام): "بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة فقال: (لا تدع صورة إلا محوتها، ولا قبرا إلا سوّيته، ولا كلبا إلا قتلته)". (وسائل الشيعة: 03/209: تحت (باب عدم جواز نبش القبور ولا تسنيمها، وحكم دفن ميتين في قبر)، رواية رقم: 02).
7. وفي (من لا يحضره الفقيه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " من جدّد قبراً، أو مثّل مثالاً فقد خرج من الإسلام ": (من لا يحضره الفقيه: 01/189. باب النوادر: رواية رقم 579).

الإمام الصّادق (عليه رحمة الله):
8. في (من لا يحضره الفقيه) عن الصّادق (عليه السّلام) أنّه سأله سماعة بن مهران عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها، فقال: " أمّا زيارة القبور فلا بأس بها، ولا يُنبى عندها مساجد ". (من لا يحضره الفقيه: 01/178. باب التعزية والجزع عند المصيبة وزيارة القبور والنوح والمأتم: رواية 531).

الإمام موسى الكاظم (عليه رحمة الله):
9. في (وسائل الشّيعة) عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: "لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولاتطيينه". (وسائل الشّيعة: 03/210. باب كراهة البناء على القبر في غير قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السّلام) والجلوس عليه وتجصيصه وتطيينه: رواية رقم: 01).

الردّ على شبهة أنّ هذا النّهي خاصّ بغير قبور الأئمّة:
وصية النبيّ المصطفى (صلى الله عليه وآله):
1. في (الكافي) عن أبي جعفر (عليه السّلام) أنه قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) وسلم لِعلي (عليه السلام): (يا علي، ادفنّي في هذا المكان، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، ورشّ عليه من الماء). (الكافي: 01/450. باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ووفاته: رواية 36).

وصية الإمام الباقر (عليه رحمة الله):
2. في (وسائل الشّيعة) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "إنّ أبي قال لي ذات يوم في مرضه: إذا أنا متُ فغسّلني وكفني، وارفع قبري أربع أصابع ورشّه بالماء". (وسائل الشّيعة: 03/193 باب استحباب تربيع القبر ورفعه أربع أصابع إلى شبر. رواية رقم 06).

وصية الإمام الكاظم (عليه رحمة الله):
3. في (وسائل الشّيعة) عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال: "إذا حُملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها، ولا ترفعوا قبري أكثر من أربع أصابع مفرجات". (وسائل الشيعة: 03/195. باب استحباب تربيع القبر ورفعه أربع أصابع إلى شبر: رواية 11).

فهل يستقيم بعد هذا قولُ المظفّر في (عقائد الإمامية: عنوان: عقيدتنا في زيارة القبور): "وممّا امتازت به الإمامية العناية بزيارة القبور -قبور النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام- وتشييدها، وإقامة العمارات الضخمة عليها، ولأجلها يضحُّون بكلّ غال ورخيص، عن إيمان وطيب نفس. ومردّ كلّ ذلك إلى وصايا الاَئمّة، وحثِّهم شيعتهم على الزيارة، وترغيبهم فيما لها من الثواب الجزيل عند الله تعالى؛ باعتبار أنّها من أفضل الطاعات والقربات بعد العبادات الواجبة، وباعتبار أنّ هاتيك القبور من خير المواقع لاستجابة الدعاء والانقطاع إلى الله تعالى" ؟!.

***

7. أهل البيت يدعون إلى التمسّك بالكتاب والسنّة والردّ إليهما:
كان أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم من أشدّ النّاس تمسّكا بالكتاب والسنّة، وكانوا يوصون تلامذتهم بعرض أقوالهم على الوحيين، فما وافقهما فهو حقّ، وما خالفهما فهو زخرف، وهذه نتف من أقوالهم:
1. في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال قبل موته: "أما وصيتي: فالله لا تشركوا به شيئا، ومحمد (صلى الله عليه وآله) فلا تضيّعوا سنّته. أقيموا هذين العمودين، وأوقدوا هذين المصباحين، وخلاكم ذمّ ما لم تشردوا. حمّل كلّ امرئ منكم مجهوده، وخفّف عن الجهلة. ربّ رحيم، ودين قويم، وإمام عليم". (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
وفي (الكافي) عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال: لمّا ضرب أمير المؤمنين (عليه السّلام) حفّ به العواد وقيل له: يا أمير المؤمنين أوص. فقال: "اثنوا لي وسادة"، ثم قال: "الحمد لله حقّ قدره متبعين أمره وأحمده كما أحبّ، ولا إله إلا الله الواحد الأحد الصّمد كما انتسب، أيها الناس كلّ امرئ لاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس إليه، والهرب منه موافاته، كم اطّردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله عز ذكره إلا إخفاءه، هيهات علم مكنون، أمّا وصيتي فأن لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا ومحمدا (صلى الله عليه وآله) فلا تضيّعوا سنّته، أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين، وخلاكم ذمّ ما لم تشردوا، حمّل كل امرئ مجهوده، وخفّف عن الجهلة. ربّ رحيم، وإمام عليم، ودين قويم". (الكافي: 01/299).
2. وفي (الكافي) عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنّة) (الكافي: 01/70).
3. وفي (معاني الأخبار) أنّ رجلا جاء أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال: أخبرني عن السنّة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): "السنّة ما سنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والبدعة ما أحدث من بعده، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا، والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا". (معاني الأخبار: 01/188).
4. وفي (تفسير العياشي) عن سدير قال: كان أبو جعفر (عليه السّلام) وأبو عبد الله (عليه السّلام): "لا يصدّق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله)". (تفسير العياشي: 01/09).
5. وفي (الكافي) عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السّلام) قَالَ: "إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن؟ إلا وقد أنزله الله فيه ". (الكافي: 01/59).
6. وفي (الكافي) عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول:"ما من شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنّة". (الكافي: 01/59).
7. وفي (الكافي) عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزّ وجلّ فيما حمّلكم من كتابه فإني مسئول وإنّكم مسئولون، إنّي مسئول عن تبليغ الرّسالة، وأمّا أنتم فتسألون عما حمّلتم من كتاب الله وسنّتي). (الكافي: 02/606. رواية 09).
8. وفي (رجال الكشي) عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتّقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله)، فإنّا إذا حدثنا قلنا قال الله عزّ وجلّ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" (رجال الكشي: 224-225. رقم 401).
9. وفي (الكافي) عن سماعة، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت له: أكل شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله) أو تقولون فيه؟ قال: بل كل شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله". (الكافي: 01/62).
10. وفي (الكافي) عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: " كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف". (الكافي: 01/69).
11. وفي (الكافي) عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السّلام) أنّه سئل عن مسألة فأجاب فيها، قال: فقال الرّجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا، فقال: يا ويحك! وهل رأيت فقيها قطّ؟! إنّ الفقيه حقّ الفقيه الزّاهد في الدنيا، الرّاغب في الآخرة، المتمسّك بسنّة النبيّ صلى الله عليه وآله". (الكافي: 01/70).
12. وفي (الكافي) عن حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به؟ قال: " إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فالذي جاء كم به أولى به". (الكافي: 01/69).
13. وفي (الكافي) عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: "من خالف كتاب الله وسنة محمّد (صلى الله عليه وآله) فقد كفر". (الكافي: 01/70).
14. وفي (الكافي) عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "كلّ من تعدّى السنّة رد إلى السنّة". (الكافي: 01/71).
15. وفي (أمالي) الطّوسيّ عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرّضا (عليه السّلام)، قال: "من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دينه، فإنّ الله (عز وجل) يكره شهرة العبادة وشهرة الناس". ثمّ قال: "إنّ الله (تعالى) إنّما فرض على النّاس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتى بها لم يسأله الله (عزّ وجلّ) عمّا سواها، وإنّما أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليها مثليها ليتمّ بالنّوافل ما يقع فيها من النّقصان، وإنّ الله (عزّ وجلّ) لا يعذّب على كثرة الصّلاة والصّوم، ولكنّه يعذّب على خلاف السنّة". (الأمالي: 649-650).

***

8. أهل البيت والتّحذير من البدع:
1. في (أمالي الطّوسي) عن جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي، قال: أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهم السلام)، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في خطبته: ( إنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة ). (الأمالي: ص337).
2. وفي (الأمالي) أيضا عن الحسن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة ) (الأمالي: 385).
3. وفي (مشكاة الأنوار) عن الصّادق (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( من تمسّك بسنّتي في اختلاف أمّتي كان له أجر مائة شهيد ). (مشكاة الأنوار).
4.وفي (مشكاة الأنوار) أيضا عن زين العابدين (عليه السّلام) قال: " إنّ أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنّة وإن قلّ ". (مشكاة الأنوار).
5.وفي (مشكاة الأنوار) أيضا عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) قال: " السنّة سنّتان: سنّة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها غير خطيئة ". (مشكاة الأنوار).
6. وفي (مشكاة الأنوار) عن الباقر (عليه السّلام) قال: " ما من أحد إلا وله شرّة وفترة، من كانت فترته إلى سنّة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى ". (مشكاة الأنوار).

***

9. أهل البيت ومحبّة الصّحابة:
على عكس ما يروّج له علماء الشّيعة، فإنّ أعلام أهل البيت عليهم الرّضوان كانوا يتقرّبون إلى الله جلّ وعلا بحبّ أصحاب جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبخاصّة منهم الخلفاء الرّاشدين (رضي الله عنهم):
1. في (بحار الأنوار) أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا). (بحار الأنوار: 55/276. باب 10 عالم النّجوم والعمل به وحال المنجّمين. رواية 74).
2.في (جامع الأخبار) قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( من سبّني فاقتلوه، ومن سبّ أصحابي فقد كفر ). وفي خبر آخر: ( ومن سبّ أصحابي فاجلدوه ). (جامع الأخبار: 21/10).
3. وفي (بحار الأنوار) عن الباقر، عن آبائه رحمهم الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أثبتكم على الصّراط أشدّكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي).(بحار الأنوار للمجلسي: 27/133).
4. وفي (الأمالي) للطّوسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله، ثم قال: "أمَا والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا، بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربّهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم على هذا وهم خائفون مشفقون". (الأمالي: ص102، بحار الأنوار: 66/303. باب37: صفات خيار العباد وأولياء الله، وفيه ذكر بعض الكرامات التي رويت عن الصالحين).
5. وفي (الأمالي) للطّوسي عن الصادق، عن آبائه، عن علي (عليه السّلام) قال: "... وذرية نبيكم (صلى الله عليه وآله) لا يظلمون بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم، وأوصيكم بأصحاب نبيّكم، لا تسبّوهم وهم الذين لم يُحدثوا بعده حدثا، ولم يأتوا محدثاً، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم". (الحديث (95) من المجلس الثامن عشر من الأمالي).
6. وفي (نهج البلاغة) يقول علي (رضي الله عنه) في حقّ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) (انظر: ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/97): "لله بلاء فلان، فلقد قوّم الأود وداوى العَمَد وأقام السّنّة، وخلّف الفتنة (يعني تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته)، ذهب نقي الثّوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرق متشعّبة لا يهتدي فيها الضالّ، ولا يستيقن المهتدي". (نهج البلاغة: ص328).

قال الشّيعيّ محمّد جواد مغنية في كتابه (في ظلال نهج البلاغة): "( للّه بلاء أو بلاد فلان الخ ).. قيل: المراد بفلان أبو بكر. وقيل: عمر، وهو الأشهر" (في ظلال نهج البلاغة: 03/330).

وقال ابن أبي الحديد: "وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر. حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر". (شرح ابن أبي الحديد: 12/53).

7.وفي (نهج البلاغة) أيضا يقول أمير المؤمنين عليّ (رضي الله عنه) مخاطبا عمر بن الخطّاب وقد استشاره في الخروج لغزو الرّوم بنفسه، قال: "وقد توكّل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة (ما يحوزه المالك ويتولى حفظه)، وستر العورة. والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون. إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم (عاصمة يلجؤون إليها ). ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس (درعا وملجأ) ومثابة للمسلمين". (نهج البلاغة: خطبة رقم 134: ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم بنفسه).

قال الشّيعيّ محمّد جواد مغنية: " ( إنّك متى تسرْ الخ ).. الخطاب للخليفة عمر، والكلام واضح، وملخّصه: لا تذهب بنفسك إلى العدوّ، لأنك الرأس والقائد، فإن قتلت أو هزمت عمّت المصيبة جميع المسلمين، والرأي أن تبقى في مكانك، وترسل جيشا مخلصا ومدربا بقيادة كفؤ تختاره، فإن كان النصر فهو المطلوب وإلا بقي المسلمون على مكانتهم في حصن حصين بوجودك، ورأيت رأيك فيما ينبغي . (في ظلال نهج البلاغة: 02/284).

8.وفي (كشف الغمّة) للأربلي أنّ عليّ بن الحسين (عليه السّلام) قدم عليه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلمّا فرغوا من كلامهم قال لهم: أ لا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون { الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }؟. قالوا: لا. قال: فأنتم { الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ }؟ قالوا: لا. قال: أمّا أنتم قد تبرّأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنّكم لستم من الذين قال الله فيهم: { وَالَّذِينَ جاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا }. أخرجوا عني فعل الله بكم". (كشف الغمة: 02/291. ذكر الإمام الرابع أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين ع).
9.وفي (كشف الغمّة) للأربلي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السّلام) عن حلية السيوف فقال: " لا بأس به قد حلّى أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) سيفه". قلت: فتقول الصدّيق؟! قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: " نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل له الصدّيق فلا صدّق الله له قولا في الدنيا و لا في الآخرة " (كشف الغمّة: 02/360).
10.وفي (الخصال) أنّ جعفر الصادق (عليه السّلام) قال: "كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثني عشر ألفًا: ثمانية آلاف في المدينة، وألفان من أهل مكّة، وألفان من الطّلقاء، لم يرد فيهم قدري، ولا مرجئ، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون اللّيل والنّهار". (الخصال: 02/172، بحار الأنوار: 22/306. باب فضل المهاجرين والأنصار والصّحابة والتابعين وجمل أحوالهم).
11.وفي (الكافي) أنّ ابن حازم سأل جعفر الصادق (عليه السّلام) عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدقوا على محمد (صلى الله عليه وآله) أم كذبوا؟ فقال: بل صدقوا. قال ابن حازم: فما بالهم اختلفوا؟ فقال: "أما تعلم أنّ الرجل كان يأتي رسول الله فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب، ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب، فنسخت الأحاديث بعضها البعض". (الكافي: 01/65. باب اختلاف الحديث. رواية رقم 03).

***

10. أهل البيت ينكرون مبدأ الإمامة والنصّ على الأئمّة:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يقولون بمبدأ الإمامة بالمفهوم الشّيعيّ، ولم يكونوا أبدا يدّعون النصّ من الله ولا من رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على أحد منهم، وهذه بعض شهاداتهم:
1. علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لم يكن يدّعي أنّ الله جلّ وعلا أو أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو الذي نصّبه خليفة، فها هو (رضي الله عنه) يقول كما في (نهج البلاغة): "إنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشّاهد أن يختار ولا للغائب أن يَرُدَّ وإنّما الشّورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إمامًا كان ذلك رضا، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتّباعه غير سبيل المؤمنين وولاّه الله ما تولّى". (نهج البلاغة. باب المختار من كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورسائله إلى أعدائه وأمراء بلاده ويدخل في ذلك ما اختير من عهوده إلى عمّاله ووصاياه لأهله وأصحابه: كتاب رقم [6]: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية).
2. وفي (نهج البلاغة) أنّه (رضي الله عنه) قال: ""كلمة حق يراد باطل. نعم إنه لا حكم إلا لله. ولكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلا لله: وإنّه لا بد للناس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها الأجل، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السّبل، ويؤخذ به للضعيف من القويّ. حتى يستريح به برّ ويستراح من فاجر". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولانا أمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاري مجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة: خطبة 40: ومن كلام له(عليه السلام) في الخوارج لما سمع (عليه السلام) قولهم: «لا حكم إلاّ لله»).
3.وفي (بحار الأنوار) للمجلسيّ أنّ الخليفة العبّاسيّ هارون الرّشيد استدعى الإمام موسى الكاظم ليسأله بعض المسائل، وكان ممّا قال هارون: قد بقي مسألة تخبرني بها ولا تضجر. فقال له: سل، فقال: خبروني أنكم تقولون إنّ جميع المسلمين عبيدنا، وجوارينا، وأنكم تقولون من يكون لنا عليه حق ولا يوصله إلينا فليس بمسلم؟ فقال له موسى (عليه السلام): "كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يصح البيع والشراء عليهم، ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم، ونقعد معهم، ونأكل معهم، ونشتري المملوك، ونقول له: يابني وللجارية يا بنتي، ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه فلو أنهم عبيدنا وجوارينا، ما صح البيع والشراء وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم، يعني: صلوا وأكرموا مماليككم، وجواريكم، ونحن نعتقهم، وهذا الذي سمعته غلط من قائله، ودعوى باطلة، ولكن نحن ندّعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهّال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندّعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: ( من كنت مولاه فعلي مولاه)، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة، فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير". (بحار الأنوار: 48/146-147. باب 6: مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور، وما جرى بينه وبينهم، وفيه بعض أحوال علي بن يقطين).

***

11. أهل البيت ينكرون العصمة:
لم يكن أعلام أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم يدّعون لأنفسهم العصمة التي يدّعيها لهم الشّيعة، بل كانوا يقرّون أنّهم بشر يصيبون ويخطئون ويسهون، وهذه درر من أقوالهم:
1. في (نهج البلاغة) أنّ أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) قال لأصحابه: "لا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقّ قيل لي، ولا التماس إعظام النّفس، فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالة بحقّ، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره. يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، وأخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى". (نهج البلاغة: بَابُ المخُتَْارِ مِنْ خُطب مولانا أمير المؤُمِنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وأوامره ونواهيه وكلامه الجاري مجرى الخطب والمواعظ في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة والخطوب الواردة: خطبة 216: ومن خطبة له (عليه السلام) بصفين).
2. وفي (نهج البلاغة) أيضا أنّه (رضي الله عنه) قال في رسالته إلى المنذر بن الجارود العبديّ: " أما بعد فإنّ صلاح أبيك غرني منك،وظننت أنّك تتبع هديه وتسلك سبيله، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا، ولا تبقي لآخرتك عتادا، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك. ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك. ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر، أو ينفذ به أمر، أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة، أو يؤمن على خيانة، فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله " (نهج البلاغة: رسالة 71).
3. وفي (بحار الأنوار) في قصّة مقتل عثمان بن عفّان: قال الحسن بن علي (عليهما السلام) لعلي (عليه السّلام) حين أحاط النّاس بعثمان: اخرج من المدينة واعتزل، فإنّ النّاس لا بدّ لهم منك، وإن هم ليأتونك ولو كنت بصنعاء اليمن، وأخاف أن يقتل هذا الرجل وأنت حاضره. فقال: يا بنيّ، أخرج عن دار هجرتي!، وما أظن أحدا يجترئ على هذا القول كله. (بحار الأنوار: 31/487).
وفي هذا الاختلاف بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه الحسن (رضي الله عنهما) دليل على أنّهما لم يكونا معصومين، ولم يكونا يدّعيان ذلك لنفسيهما.
4. في (بحار الأنوار) أنّ من دعاء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام): " إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصّحف ذنبي فما أنا مؤمّل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك ". (بحار الأنوار: 41/11).
5. وفي (البحار) أيضا أنّ من دعائه (عليه السّلام): "إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي".
ومن دعائه: "آه إنْ أنا قرأت في الصّحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملا إذا أذن فيه بالنداء". (بحار الأنوار: 41/11. باب 101: عبادته وخوفه (عليه السّلام). رواية رقم 01).
6.وفي (البحار) أنّ أبا عبد الله جعفر الصّادق (عليه السّلام) كان يقول: "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا" (بحار الأنوار: 25/207).
7. وفي (رجال الكشي) عن علي بن الحسن، عن عمه عبد الرحمن بن كثير أنّ أبا عبد الله (عليه السلام) قال: " فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ما نقدر على ضرّ ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته وإن عذّبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة ولا معنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومُنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله وآذوا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم)، وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف وهم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني وإن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه". (رجال الكشي: ص225-226. رواية رقم 403).
8.وفي (الكافي) عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر، فلمّا فرغ خرّ لله ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه: "ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني". قال: ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول: " العفو، العفو " قال: ثم ألصق خده الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول، بصوت حزين: " بؤت إليك بذنبي عملت سوءً وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاى " ثلاث مرات، ثم ألصق خده الأيسر بالأرض، فسمعته يقول: " ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف " ثلاث مرات ثم رفع رأسه. (الكافي: 03/326).

***

12. أهل البيت يتبرّؤون من نسبة علم الغيب إليهم:
1. في (الكافي) عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال: لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام حف به العواد وقيل له: يا أمير المؤمنين أوص. فقال: اثنوا لي وسادة ثم قال: "الحمد لله حق قدره متبعين أمره وأحمده كما أحبّ، ولا إله إلا الله الواحد الاحد الصمد كما انتسب، أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس إليه، والهرب منه موافاته، كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله عزّ ذكره إلا إخفاءه، هيهات علم مكنون، أمّا وصيتي فأن لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا ومحمدا صلى الله عليه وآله فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العودين وأوقدوا هذين المصباحين، وخلاكم ذمّ ما لم تشردوا، حمّل كلّ امرئ مجهوده، وخفّف عن الجهلة، ربّ رحيم، وإمام عليم، ودين قويم. " (الكافي: 01/299).
وهذا الكلام موجود أيضا في (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
2. وفي (رجال الكشّي) عن ابن المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن (عليه السلام) فقال يحيى: جعلت فداك إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب؟ فقال: "سبحان الله، سبحان الله.. ضع يدك على رأسي، فو الله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي إلا قامت، قال، ثم قال: " لا والله ما هي إلا وراثة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ". (رجال الكشي: ص289).

***

13. أهل البيت يقرّون بأنّهم يسهون وينسون:
1. في (تهذيب الأحكام) عن سعيد الأعرج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك ! قالوا إنما صليت ركعتين فقال: أ كذاك يا ذا اليدين؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال: نعم، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا، وقال: إن الله عز وجل هو الذي أنساه رحمة للأمة، ألا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذلك قال قد سن رسول الله صلى الله عليه وآله وصارت أسوة، وسجد سجدتين لمكان الكلام. (تهذيب الأحكام: 02/345).
ووردت هذه الرّواية في (الكافي) عن سماعة بن مهران قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس الظهر ركعتين ثمّ سها فسلم فقال له ذو الشمالين: يارسول الله أنزل في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك، قال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم، فقام (صلى الله عليه وآله) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو؟" (الكافي: 03/356).

الذين رووا هذا الحديث من رجال الشيعة هم: سماعة بن مهران، الحسن بن صدقة، سعيد الأعرج، جميل بن دراج، أبو بصير، زيد الشحّام، أبو سعيد القمّاط، أبو بكر الحضرمي، الحارث (الحرث) بن المغيرة النصري. وكلهم من أجلة الرواة وثقاتهم، وبعضهم ممن أجمع العلماء على تصحيح ما اتصل صحيحاً عنهم وأقروا بفقههم!.

هذا وقد نصَّ فريق من كبار علماء الشيعة الإمامية على وقوع «السهو والنسيان» للنبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة -عَليهِمُ السَّلام- طبقاً لما ورد في ذلك من أحاديث، وعلى رأس القائلين بذلك الصدوق وأستاذه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي اللذَيْنِ وثَّقهما عامَّةُ علماء ورجاليي الشيعة الإمامية ومدحوهما وأثنوا عليهما كل الثناء. بل قد ذهب الصّدوق وأستاذه إلى أن من ينفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو من الغلاة.
قال الصّدوق: " وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: أول درجة في الغلوّ نفي السّهو عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن تردّ جميع الأخبار، وفي ردّها إبطال الدّين والشّريعة. وأنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي (صلى الله عليه وآله) والردّ على منكريه إن شاء الله تعالى". (من لا يحضره الفقيه: 01/360).
2. وفي (تهذيب الأحكام) أيضا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر خمس ركعات ثم انفتل فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمس ركعات. قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراء‌ة ولا ركوع ثم سلم وكان يقول: هما المرغمتان". (تهذيب الأحكام: 02/349-350).
3. وفي (تهذيب الأحكام) عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن العرزمي عن أبيه عن أبي عبدالله عليه السلام قال: صلى علي (عليه السّلام) بالناس على غير طهر وكانت الظّهر ثمّ دخل فخرج مناديه أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) صلى على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغائب.
روى الطّوسيّ هذا الخبر، ثمّ قال: هذا خبر شاذ مخالف للأخبار كلها، وما هذا حكمه لا يجوز العمل به، على أن فيه ما يبطله وهو أنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أدّى فريضة على غير طهر ساهيا عن ذلك، وقد آمَنَنا من ذلك دلالة عصمته (عليه السّلام). (تهذيب الأحكام: 03/40).
وهذا لا شكّ تحكّم مبنيّ على ثبوت العصمة، وهي غير ثابتة.
4.وفي (بحار الأنوار) عن الفضيل قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) السّهو فقال: "وينفلت من ذلك أحد؟ ربّما أقعدت الخادم خلفي يحفظ علي صلاتي". (بحار الأنوار: 25/350).
5. وفي (عيون أخبار الرّضا) عن أبي الصّلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله، إنّ في الكوفة قوما يزعمون أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقع عليه السهو في صلاته؟، فقال: "كذبوا لعنهم الله، إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو". (عيون أخبار الرّضا: ص219).

***

14. أهل البيت يحرّمون اللّطم والنّياحة:
نقلت كتب الشّيعة الكثير من الرّوايات عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعن أعلام أهل البيت، فيها النّهي الصّريح عن النّياحة واللّطم، وهذه بعضها:
1. في (مستدرك الوسائل) للطّبرسي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله ): (ليس منا من ضرب الخدود، وشقّ الجيوب). (مستدرك الوسائل: 02/452).
2. وفي (مستدرك الوسائل) أيضا عن أبي أمامة "أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن الخامشة وجهها، والشاقّة جيبها، والدّاعية بالويل والثّبور ". (مستدرك الوسائل: 02/452).
3. وفي (مستدرك الوسائل) أيضا عن يحيى بن خالد أنّ رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ما يحبط الأجر في المصيبة؟ قال: (تصفيق الرّجل يمينه على شماله، والصّبر عند الصّدمة الأولى، من رضي فله الرّضا، ومن سخط فله السّخط). وَقَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله): وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ( أنا بريء ممّن حلق وصلق ) أي: حلق الشّعر، ورفع صوته. (مستدرك الوسائل: 02/452).
4. وفي (الكافي) عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ضرب المسلم يده على فخذه عند المصيبة إحباط لأجره). (الكافي: 03/224. باب الصّبر والجزع والاسترجاع. رواية 04).
5. وفي (البحار) عن علي (عليه السلام) قال: لمّا مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني فغسلته وكفّنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحنّطه، وقال لي: احمله يا علي، فحملته حتى جئت به إلى البقيع فصلّى عليه، ثم أتى القبر فقال لي: انزل يا علي، فنزلت، ودلاّه علي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلمّا رآه منصبا بكى (عليه السلام)، فبكى المسلمون لبكائه، حتى ارتفعت أصوات الرّجال على أصوات النّساء، فنهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشدّ النهي وقال: (تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الربّ، وإنّا بك لمصابون، وإنّا عليك لمحزونون)، ثم سوّى قبره ووضع يده عند رأسه وغمزها، حتى بلغت الكوع، وقال: (بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك). (بحار الأنوار: 79/100-101 نقلا عن دعائم الإسلام ج 1 ص 224).
6. وفي (البحار) عن علي (عليه السلام) قال: بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند موت بعض ولده، فقيل له: يا رسول الله تبكي وأنت تنهانا عن البكاء؟ فقال: (لم أنهكم عن البكاء، وإنّما نهيتكم عن النوح والعويل، وإنّما هي رقّة ورحمة يجعلها الله في قلب من شاء من خلقه، ويرحم الله من يشاء، وإنما يرحم من عباده الرّحماء). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/225).
7. وفي (مستدرك الوسائل) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أن الحسين (عليه السلام) قال لأخته زينب: " يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي، لا تشقّي عليّ جيبا، ولا تخمشي عليّ وجها، ولا تدعي عليّ بالويل والثّبور إذا أنا هلكت ". (مستدرك الوسائل: 02/452).
8. وفي (بحار الأنوار) عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه أوصى عندما احتضر فقال: (لا يلطمنّ علي خدّ، ولا يشقنّ عليّ جيب، فما من امرأة تشقّ جيبها إلا صدع لها في جهنم صدع كلما زادت زيدت). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226).
9. وفي (البحار) أيضا عن جعفر (عليه السلام) قال: "ثلاث من أعمال الجاهلية لا يزال فيها الناس حتى تقوم الساعة: الاستسقاء بالنجوم، والطّعن في الأنساب، والنياحة على الموتى". (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226، مستدرك الوسائل: 02/449).
10. وفي (البحار) أيضا عن جعفر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (صوتان ملعونان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، وصوت عند نعمة، يعنى النوح والغناء). (بحار الأنوار: 79/101 نقلا عن دعائم الإسلام 01/226).
11.وفي (مستدرك الوسائل): عن الرّضا (عليه السّلام) أنّه قال: " إيّاك أن تقول ارفقوا به وترحّموا عليه، أَو تضرب يدك على فخذك، فإنّه يحبط أجرك عند المصيبة " (مستدرك الوسائل: 02/448. باب تأكّد كراهة ضرب المصاب يده على فخذه. رواية 01).
12. أورد المجلسي في (بحار الأنوار) نقلا عن محمد بن مكي العاملي الملقب بالشهيد الأول أنّه قال: "والشيخ (الطّوسي) في المبسوط وابن حمزة حرما النوح وادّعى الشّيخ الإجماع، والظاهر أنهما أرادا النّوح بالباطل، أو المشتمل على المحرّم كما قيّده في النهاية". (بحار الأنوار: 79/107).

فهذا أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخ الطائفة قد حرّم النوح، وادّعى الإجماع لذلك، أي أنّه وإلى عصر الطوسي كان الشّيعة مجمعين على تحريم النّوح والعويل الذي نسمعه الآن في الحسينيات.

***

15. أهل البيت يحرّمون نكاح المتعة:
لقد شهد أعلام أهل البيت عليهم رضوان الله تعالى أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حرّم نكاح المتعة، وحذّروا أشدّ التّحذير من قربه، وهذه بعض أقوالهم:
1. في (الاستبصار): عن علي (عليه السّلام) أنّه قال: "حرّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة" (الإستبصار: 03/142).
2. وفي (وسائل الشّيعة) عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) -جعفر الصّادق- في المتعة قال: "ما يفعله عندنا إلا الفواجر". (وسائل الشّيعة: 21/30).

***

16. أهل البيت يأمرون بغسل الرّجلين في الوضوء:
على عكس ما يروّج له علماء الشّيعة من أنّ المشروع في حقّ الرّجلين في الوضوء هو المسح دون الغسل، فإنّ أعلام أهل البيت كانوا على خطى جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) يأمرون بغسل الرّجلين وتخليل الأصابع، وهذه بعض أقوالهم:
1. في (وسائل الشّيعة): عن زيد بن علي عن آبائه عن علي (عليه السّلام) قال: "جلست أتوضّأ فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين ابتدأت في الوضوء فقال لي: تمضمض واستنشق واستنّ. ثم غسلت ثلاثاً، فقال: قد يجزيك من ذلك المرّتان. فغسلت ذراعي ومسحت برأسي مرتين، فقال: قد يجزيك من ذلك المرّة. وغسلت قدميّ فقال لي: يا علي خلل بين الأصابع لا تخلّل بالنار". (وسائل الشّيعة: 01/421).
2. عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا نسيت فغسلت ذراعك قبل وجهك فأعد غسل وجهك ثم اغسل ذراعيك بعد الوجه، فإن بدأت بذراعك الأيسر قبل الأيمن فأعد غسل الأيمن ثم اغسل اليسار، وإن نسيت مسح رأسك حتى تغسل رجليك فامسح رأسك ثم اغسل رجليك". (الكافي: 03/35. باب الشكّ في الوضوء ومن نسيه أو قدّم أو أخّر. رقم06).
3. عن على بن أبى حمزة قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن قول الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ } إلى قوله { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ } فقال: صدق الله. قلت: جعلت فداك كيف يتوضّأ؟ قال: مرّتين مرّتين، قلت: يمسح؟ قال: مرّة مرّة، قلت: من الماء مرّة؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فالقدمين؟ قال: اغسلهما غسلا". (تفسير العياشي: 01/301).

***

17. أهل البيت يُفتون بجواز السّجود على القطن والكتان:
1. عن داود الصرمي قال: سألت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) هل يجوز السّجود على القطن والكتّان من غير تقية؟ فقال: جائز‏. (وسائل الشّيعة: 05/348).

2. وقال الصّادق (عليه السلام): " السّجود على الأرض فريضة وعلى غير الأرض سنّة ". وفي رواية أخرى: " وعلى غير ذلك سنة ". (وسائل الشّيعة: 05/367).

 

***

والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون

ليست هناك تعليقات: