الجمعة، 24 سبتمبر 2010

من هو المسبب الحقيقي لما يجري في العراق ؟

من هو المسبب الحقيقي لما يجري في العراق ؟

لو تتبعنا تاريخ العراق الحديث بغض النظر عن القديم لوجدنا أن العراق قد حكمه العديد من الأشخاص فمنهم المتسلط ومنهم الجائر ومنهم العميل وكان آخرهم الذي يحمل كل هذه الصفات صدام . فقد كان الأسوأ من بينهم . وفي نفس الوقت ويلازمه كان الشعب ذليل خاضع خانع ضحية لأعمالهم السلبية التي تعود عليهم بالفقر والإذلال و تقييد أفكارهم وتحديد أعمالهم بما يضمن عدم التعرض لحكومتهم وإلحاق الأذى ( سواء المباشر أو الغير مباشر من خلال تأجيج المجتمع المحلي أو العالمي عليهم ) .

ولو تقربنا أكثر ودخلنا الى أروقة قصورهم . لوجدناها تكتظ بالناس العامة ( العملاء والجواسيس والتابعين والأقارب والثقات والخواص ) وهم في الحقيقة يعملون في خدمة صاحبهم . فهم لا يتعدون ذلك وإلا لنازعوه في الحكم وبالتالي يتم تصفيتهم.

ومن هذا الواقع نريد أن نوصل صورة أو فكرة الى ذهن القارئ الكريم من خلال هذه المقدمات .

1. إن الحاكم هو شخص واحد والناس التي هي تحت حكومته آلاف وقد يصل عددها الى الملايين . وهذه النسبة متباينة جداً ولا تساوي شيئاً بالنسبة لواحد .

2. إن الحاكم قوي ويستمد قوته من الحاشية المحيطة به. أما بالنسبة الى قوة الحاشية فما هي إلا من ضعف وخوف الناس العوام المحكومة . أومن رضا المجتمع بالخضوع والخنوع والذل وهي بذلك تعمل على صناعة طاغوت طماع لا يشبع . وهذا يؤكده ويدل عليه حالة الفراغ السياسي للحكومة العراقية السابقة في أول بداية دخول القوات الأمريكية الى العراق من البصرة فقد حدث وان سقطت بغداد قبل سقوطها وباقي المحافظات الأخرى سقطت من تلقاء نفسها بسبب انسحاب حاشية الحكومة وهم أفراد حزب البعث وقطعات الجيش أو بالأحرى هروبهم . فاستغل المجتمع هذا الفراغ وقام بممارسة أهوائه بعشوائية شبه موجهة التي كانت يوما ما مقيدة وفق ما تريده السلطة فقط. وبالعكس يثبت ذلك الثورات والتظاهرات الجادة التي جرت في الساحة مؤخراً والتي أدت الى إعادة النظر من قبل الحكومة في قدرة المجتمع التغييرية وتطوير أساليب الخداع والسيطرة على هذه التجمعات المهددة بدلاً من إرضائها  . نعم . بما إن الجماهير يمكن أن تسيطر عليها قوىً أخرى كما سنذكر لاحقاً فليس من الصحيح إرضائها فإرضائها يعني إرضاء القوى الأخرى المنافسة التي تتحكم بالجماهير. وهذا ما نلاحظه الآن في المجتمع العراقي حيث انه يعاني الحرمان في حين انه أغنى بلد في العالم ونجد الإنفاق المبالغ فيه من قبل الحكومات المتعاقبة. لأنهم يعتقدون بسياسة الغرب القائلة (جوع كلبك يتبعك) .

3.                       إن للجماهير محركات أو قيادات سياسية او دينية أو اجتماعية مناهضة وقد تكون مؤيدة للسلطة إلا أنها غير موثوقة فيما لو سنحت لها الفرصة للمنافسة . بعدما برزت من خلال هذه التظاهرات . أصبحت عرضة للضغط والعمالة إن لم تكن عرضة للتصفية أو الملاحقة الاستخباراتية . أما بالنسبة الى القيادات فإنها تشبه الحاكم في السيطرة على المجتمع . إلا إنها لا تقتصر إلا على المجتمع الذي هو تحت سيطرتها أو المحيط بها فقط . وهذه السيطرة أما عقائدية أو عشائرية أو مادية أو تحت تهديد النار ربما. ولو أخذنا واحدة منها. فأننا نجد قوتها من قوة إيمان جماهيرها بها. والحقيقة إن القوة في الجماهير لا فيها. فهو هنا بمثابة مصنع للطغاة المردة.

وبعد الإسهاب بالمقدمات فان المحصلة هي إن الحاكم أو القيادات المحركة الأخرى له. لا تمتلك أي نوع من أنواع القوة يمكن أن تنافس قوة المجتمع نفسه. لو أرادت عدم الانصياع الى إليهم . وبهذا فان المجتمع هو الذي يقرر مصيره بيده ويحكم نفسه بنفسه . وهو سبب ما يحصل ويجري .

وبعد معرفة المسبب الحقيقي نخرج عن صلب الموضوع لنسلط الضوء على الجانب التكويني لشخصية الفرد . وبالخصوص الفرد (صانع الطاغوت)

والسؤال. لماذا ينصاع الإنسان لمن يذله ويهينه؟ الامر واضح لمن يفهم ويعرف دوره الحياة ويعلم ما يريده الله تعالى منه بعد أن وهبه قدرات لا يحدها إلا هو تبارك وتعالى.

إنها التربية الفردية . فالكل يعرف أن الظروف ليست هي السبب في رسم وتحديد سلوك الفرد. بل أن الفرد هو من يكيف نفسه تماشياً مع الظروف. كما ويمكنه أن يكيف نفسه ضد الظروف نفسها. كما حصل في مجتمع مصر أيام نبي الله يوسف عليه السلام. حيث كيف المجتمع نفسه بالادخار حتى لا يتعرض للأذل بسبب الفقر . وبهذا فان المجتمع قد رسم وحدد سلوكه تجاه هذا الظرف .

وعلى العكس من ذلك نلاحظ إن التربية تختلف في رسم السلوك وتحديده في هذه الأيام في المجتمع العراقي. حيث الرضا بالإذلال والسكوت عن ابسط الحقوق والتصديق بالأكاذيب والوعود والانحدار والانحطاط الى ابعد المستويات وأخطرها . فالمجتمع عرضة لتبعية صاحب اكبر نفوذ وإعلام ومطبلين ومزمرين بسبب التربية الفردية. حيث إن كل فرد قرر أن يكون ذليلاً وكسول. إلا القليل منهم . اكرر ان كل فرد قد قرر ان يكون ذليلا وكسول عن المطالبة بحقه.

ليست هناك تعليقات: