الأربعاء، 8 أبريل 2009

حكومة العالم الخفية

 


 حكومة العالم الخفية



حكومة العالم الخفية

 
... بقلم : عصام داري مقالات واراء


في عشرينيات القرن الماضي صدر كتاب خطير جداً لايزال مثار اهتمام ومتابعة حتى يومنا هذا، يحمل عنوان «حكومة العالم الخفية» لمؤلفه شيريب سبيريدورفيتش الضابط في الجيش الإمبراطوري الروسي.



خطورة الكتاب تكمن في اعتقاد المؤلف بأن الصهيونية العالمية تتحكم بالعالم أجمع، وأنها تلجأ إلى أي شيء في سبيل استمرار هيمنتها على هذا العالم بالاغتيالات والحروب ونشر الفوضى والدمار وما إلى ذلك من وسائل تدميرية. ‏

المؤلف يورد أحداثا تاريخية كثيرة وخطيرة جداً يثبت من خلال الوثائق والتوثيق أن الصهيونية العالمية صنعتها وأدارتها. ‏

ولأننا لانعرض لكتاب، ولا ننوي الإسهاب في شرح الأحداث التي وردت فيه، فسنكتفي بالإشارة التي قدمنا بها، ونظن بأنها كافية للتعريف بهذا الكتاب. ‏

أما سبب التذكير بـ«حكومة العالم الخفية» فلأن مايجري بعد أكثر من ثمانية عقود على صدور الكتاب، يؤكد ماذهب إليه المؤلف، مع اختلاف بسيط هو أن «الحكومة» لم تعد خفية، بل مفضوحة وعلى رؤوس الأشهاد. ‏

فالإدارة الأميركية التي تعتبر الواجهة الرسمية لشبكة المحافظين الجدد، تتدخل في شؤون الدول بشكل مباشر ومكشوف، بينما «حكومة العالم الخفية» تمارس ذلك بشكل سري. ‏

ولايخفى على أحد هذه الأيام أن المحافظين الجدد هم مبشرو الصهيونية الجدد، وهم الذين يؤمنون بأساطير توراتية وتلمودية لاتمتّ بصلة إلى جوهر الديانة اليهودية. ‏

المحافظون الجدد الذين لايمكن فصلهم عن إدارة الرئيس جورج بوش،هم الذين يرسمون السياسات ويضعون الخطط ويتخذون القرارات «بسرية» قبل أن تتحول إلى سياسات رسمية معلنة من قبل أدواتهم التنفيذية كالرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس، وحتى نائبه ديك تشيني الذي هو عضو في شبكة المحافظين الجدد. ‏

أمام تراجع دور أوروبا، وتفكك الاتحاد السوفييتي وانفراط عقد المعسكر الاشتراكي، أمام كل ذلك لم تعد «حكومة العالم الخفية» بحاجة إلى السرية، بل وجدت أن الظروف تخدمها فباتت تجهر بالعداء للإنسانية وتتدخل جهاراً نهاراً في كل صغيرة وكبيرة في الدول ذات السيادة، ولاتتوانى عن استخدام القوة العسكرية الضاربة لنسف ماهو قائم هنا أو هناك، وإعادة رسم الخرائط بما ينسجم مع الأفكار التي يؤمن بها هذا الفريق. ‏

لايهم إذا كان تحقيق «الحلم الصهيوني» وليس الحلم الأميركي، يتطلب تدمير مدن وقرى وقتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء. فالمحافظون الجدد ربما يؤمنون بكتاب ميكافيللي «الأمير» ونظريته العنصرية القائلة «الغاية تبرر الوسيلة». ‏

اليوم باتت حكومة بوش «غير الخفية» تمارس الحروب وتشجع الإرهاب، وهي التي تزعم أنها تحارب هذا الإرهاب، وتنشر الفوضى البناءة أو الخلاقة أو الهدّامة، وتعمل على تغيير سياسات الدول، وقناعات وثقافات الشعوب. ‏

لاتخجل هذه الإدارة عندما تلمح إلى ضرورة تخلي رئيس باكستان عن منصبه على سبيل المثال، أو رفض وصول زيد أو عمرو إلى سدة الرئاسة في لبنان، أو عندما تعادي حركات التحرر العالمية وتصفها بالحركات الإرهابية، وعندما تنسف إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار حكومته عبر صناديق الاقتراع، ولاتخجل هذه الإدارة عندما تعتبر تغيير حكومة ما بوسائل ديمقراطية حرة مسّاً بالأمن القومي الأميركي، وعندما تحاسب دولاً كبرى لها وزنها إذا التقى مسؤول منها بمسؤول دولة تناصبها إدارة بوش العداء وتعمل على عزلها. ‏

هذه الإدارة تمارس سياسة انتقائية بفجاجة ـ كي لانقول أكثر ـ فتنحاز إلى جانب القتلة والإرهابيين وتغض الطرف عن برامجهم التسليحية النووية بينما تريد حرمان دول أخرى من حق امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية. ‏

هذه هي «حكومة العالم الخفية» وقد قررت خلع برقع الحياء، وإلغاء السرية، وممارسة الإجرام في وضح النهار. ‏



المصدر : تشرين

 

 





--
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
Google‏ مجموعة "al3wasem · العواصم من القواصم".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem2@googlegroups.com
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem@yahoogroups.com
للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-subscribe@googlegroups.com
للالغاءء للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-unsubscribe@googlegroups.com
الرجاء زيارة المجموعة على  http://groups.google.com.sa/group/al3wasem2?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---


ليست هناك تعليقات: