تلاسن إخواني بسبب مغازلة الشيعة يتهم يوسف ندا بالترويج للفكر الشيعي وبالتدني الأخلاقي في تسفيه آراء معارضيه
المصريون /تجدد التلاسن العلني بين الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" ويوسف ندا مفوض العلاقات الدولية بالجماعة سابقًا، وذلك على خلفية مقال للأخير هاجم فيه بشدة المعترضين على آرائه المثيرة للجدل تجاه الشيعة، معتبرًا أنها تمثل وجهة النظر التي استقر عليها الفكر الإخواني، وهو ما نفاه الأول بشدة، مؤكدًا أن كلامه لا يعبر عن الجماعة كما ذكر، وأن جميع مكتب الإرشاد لا يوافقونه الرأي، ويبدون استياء شديدًا حيال تصريحه بذلك.
وتعود الحرب الكلامية بين الرجلين إلى ما قبل شهرين، حينما نشر ندا مقالاً على موقع "إخوان أون لاين"
عنوانه "نحن والشيعة"، عبر فيه عن آراء تحمل قدرًا كبيرًا من التفاهم والتسامح تجاه الشيعة، ونسب ذلك إلى الفكر الإخواني، وهو ما أثار موجة من الجدل، خاصة وأن آراءه حملت تناقضًا بين دفاعه بشدة عن الشيعة، واستنكاره عليهم الطعن في الصحابة الكرام والسيدة عائشة أم المؤمنين بأقذع التهم المفتراة.
ففي الأثناء، قام غزلان بكتابة مقال فند فيه آراء القيادي الإخواني وثيق الصلة بالإيرانيين عن المذهب الشيعي، وضح فيه موقف "الإخوان" مما رآه في كلامه من "دعوة" للدخول فيه أو على الأقل لا يفرِّق بينه وبين مذاهب أهل السنة"، وأخذ عليه هذا التناقض الذي بدا في كلامه "عندما نسب إليهم تكفير ولعن أم المؤمنين وكبار الصحابة، وقال بالحرف الواحد "فليت شعري كيف يستجيز ذو دين الطعن فيهم (أم المؤمنين والصحابة) ونسبة الكفر إليهم، بل والتعبد بلعنهم؟) في الوقت الذي نفى عنهم أنهم مبتدعة".
لكن ندا عاد ليثير الجدل مجددًا عندما نشرت صحيفة "المصري اليوم" مقالاً له في 11/4/2009 أعاد فيه تكرار نفس أطروحاته، ونسبها إلى "الإخوان المسلمين"، وزاد بأن اتهم كل مخالفيه بأنهم "لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا، وأنهم أصحاب الفكر القشري المغالي الانتقائي، وأنهم أصحاب الأفكار المتزمتة والمتشعوذة والموجهة والغالية وأنهم ساروا كالقطيع في خط سمي لهم خط العقيدة، وأنهم يمرون بمرحلة مراهقة دينية، وأنهم يرددون صوت سيدهم الذي أخلى عقولهم وحشى محلها بذور الكراهية والتزمت والفرقة والمغالاة والعمى الفكري والتعالي بقشور العلم والمعرفة، وأنهم يرجعون إلى كتب شيوخ السلطان المسيسة والمدنسة".
ما دفع غزلان إلى الرد عليه بمقال ثان على موقع "إسلام أون لاين" حمل فيه بشدة على ندا، وذهب إلى حد اتهامه بأنه يروج للفكر الشيعي، ويريد بث فتنة في صفوف أهل السنة، وانتقد استخدامه لتلك اللهجة القاسية في مهاجمة المعترضين على رأيه بشأن الشيعة، قائلا: "إنني في غاية الحزن من أجل المستوى الأخلاقي لهذا الرجل وحظه من التربية والأدب. وهكذا يتضح من أول وهلة أنه لا يمثل المستقر في الفكر الإخواني ولا السلوك الإخواني ولا حتى الإسلامي العام".
وأبدى استغرابه حيال ما لاحظه في خطاب ندا من مغازلة للشيعة، حيث قال إنه أبدى "رفقًا ورقة ولطفًا في حديثه عن الشيعة، حتى وهو يذكر تكفيرهم للصحابة وسبهم لهم وتعرضهم لأعراض أمهات المؤمنين"، في مقابل "قسوة بالغة وشدة منفرة خص بها أهل السنة فقط"، واتهمه بأنه أقام مقاله "على التدليس والتلبيس، تلبيس الحق بالباطل، والخطأ بالصواب والادعاءات غير الصحيحة".
وكذّب غزلان ندا فيما ذكره من أن أعضاء مكتب الإرشاد بالجماعة لا يخالفونه الرأي في موقفه حول الشيعة، وأن الخلاف فقط هو مع أحدهم- في إشارة إلى غزلان- الذي دحض ذلك، بقوله، "إن جميع أعضاء المكتب يرفضون مقالتيه ويلفظونهما، وإنهم مستاءون منهما أشد الاستياء، فإذا كان فعلاً يلتزم برأي المكتب كما يقول فعليه أن يعلن خطأه ومخالفته للمستقر في الفكر الإخواني، وأن الإخوان لا يمكن أن يخرجوا على مذهب أهل السنة والجماعة".
واتهمه كذلك بأنه "يدس أصولاً شيعية مرفوضة" ضمن جملة من الأصول الصحيحة في مذهب أهل السنة، الأمر الذي يراه متناقضًا مع أبجديات فكر أهل السنة، ومن ثم أبجديات الفكر الإخواني، وقال إنه بآرائه هذا "يفتري على الإخوان المسلمين ويريد أن يتدثر بعباءتهم ويرفع لواءهم، وهو ينشر الفكر الشيعي وهذا ما يقوله الشيعة. وأنا أقول له: إن أعجبك الفكر الشيعي أو أردت أن تتشيع فهذا شأنك، أما أن تزعم أن هذا هو فكر الإخوان الذي ربيت عليه فقد أعظمت عليهم الفرية".
وفند وجهة نظره في معارضة آراء علماء المسلمين، وأبرزهم ابن تيمية وابن القيم في دعوتهم للحث على طاعة ولي الأمر، استنادًا إلى قوله تعالى ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: من الآية 59)، حيث قال ندا إن آراءهم "جاءت في ظروف تاريخية معينة محكومة بتوقيتها ولا يجب تعميمها أو استمراريتها، أو التقيد أو الالتزام بها على أنها من المعلوم من الدين بالضرورة"، و"أصبحت سيفًا يستعمله الطغاة مغتصبو الحكم بتنصيب أنفسهم أولياء لأمر المسلمين هم وذرياتهم من بعدهم، لهم الأمر والنهي باسم الدين ويجب طاعتهم".
وقال غزلان في رد على ما رآه من محاولة ندا الإيهام بأن تلك الآراء تصب في مصلحة أصحاب السلطان الطغاة مغتصبي السلطة، إن ذلك الرأي الذي يدعو إلى طاعة ولي الأمر لا يخص فقط ابن القيم وابن تيمية فقط، بل هو ما استقر عليه عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأسامة بن زيد، وعثمان بن عفان وكثير من العلماء من أهل الحديث.
كما نفى ما نسبه ندا إلى الفكر الإخواني من "رفضه لطوفان الكتب التي كتبها علماء أهل السنة في الشيعة، وأنها تقول فيهم ما ليس فيهم افتراءً وكذبًا ومبالغة في الاختلاق والتزييف، وأن كاتبي هذه الكتب وناشريها إما موتورون أو جاهلون أو إمعات أو سياسيون باعوا دينهم ليرضى السلطان".
بيد أن أكثر ما أثار حيرة عضو مكتب الإرشاد هو معاودة يوسف ندا الكتابة في ذات الموضوع الشائك، والتوصل لمعرفة "حل هذا اللغز" وهو: لماذا يصر الرجل على هذا الموضوع رغم رفض أغلبية الناس له حينما كتبه أول مرة؟.
يشار إلى أن ندا وهو من الرعيل الأول لـ "الإخوان"، ويقيم خارج مصر منذ عام 1960، وقد تولى لسنوات طويلة مسئولية التنظيم الدولي للجماعة، وهو مهندس العلاقة بين "الإخوان" والثورة الإيرانية، وبرز اسمه في وسائل الإعلام بعدما اتهمه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في نوفمبر 2001م بضلوع شركاته في دعم "الإرهاب"، وأصدر قرارًا بتجميد أمواله وأصول شركاته، وبينها "بنك التقوى" الذي كان يرأس مجلس إدارته
http://www.dd-sunnah.net/news/view/action/view/id/983/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق