21 - 4 - 2009
إذا كان القرآن الكريم الذي أنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو الكتاب الإلهي والمعجزة الخالدة التي استقى منها المسلمون دينهم وأخذوا منه مفاتيح العلوم والحضارة والدين والتشريع والأخلاق.
بعد أن فهموه عن طريق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية والتي صحت ووثقت، فإن الأمر ليس كذلك عن الشيعة الإثنى عشرية.
لقد حدد الشيعة لأنفسهم منهجًا واضحًا لمعرفة الدين ومصادر التشريع وطريقة فهم هذه المصادر وكذلك طريقة حسم الخلاف في قضايا الدين، فالدين عند الشيعة الإثنى عشرية ليس هو القرآن والسنة.
بل يؤخذ الدين من الأئمة الإثنى عشر، وقول وعمل الأئمة كلهم نص شرعي بذاته مستقل عن كونه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والقرآن عند الشيعة لا يمكن فهمه ولا تفسيره إلا بقيم والقيم هو الإمام، وبهذا يكون القرآن محدود الحجية بذاته بل يصبح مصدرا ثانويا بعد الحديث الذي فيه الروايات التي تفسر القرآن وهي روايات عن أئمتهم فقط يتم نقلها بروايات منسوبة لأسانيد يزعم أنها تصل للأئمة وذلك نقلا عن طريق أصحاب الأئمة.
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/3933/
وبما أن النقل عن الإئمة ليس موجودا إلا في كتبهم فيكون فهم القرآن وحجيته وتفسيره والعمل به مرتبطا ارتباطا كاملا بكتبهم بغض النظر عن كون التفسير مقبول في اللغة أو المنطق أو منسجم مع بقية تفسير القرآن والحديث أو متفق مع روايات التاريخ.
قوة ونفوذ كلام الأئمة في تحديد معاني وأحكام القرآن من خلال ما ينقل عنهم زعما في كتب الشيعة واضحة أشد الوضوح.
ويستطيع أي قارئ لكتب الشيعة أن يتأكد أن كلام أئمتهم مثل كلام الله وأن الأئمة لهم الحق في نسخ كلام الله وتخصيصه وتقييده.
ففي شرح الكافي للمازنداني 2/272: (إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله تعالى).
وفي شرح الكافي 2/272: (يجوز لمن سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو جده أو أحد أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى).
ولا يوجد عند الشيعة كتب اشترطت الصحة مثل ما هو عند السنة لكن عندهم ما قد يكون أعظم بزعمهم من اشتراط الصحة وهو عرض أحد الكتب على المهدي الغائب وهو كتاب الكافي الذي يزعم مؤلفه أنه عرضه على المهدي وهو في غيبته فقال عنه "كاف لشيعتنا".
وحسب تقديرهم لعظمة المهدي تكون هذه تزكية أعظم من تصحيح أهل السنة للبخاري ومسلم الذي يعتبر التصحيح فيه اجتهاد بشر وليس تزكية إمام معصوم كما هي عندهم.
ويخضع تفسير القرآن عند الشيعة لقواعد أساسية ومبادئ عامة يندرج تحتها تفسير كل آية تقريبا من القرآن، من هذه القواعد أن للقرآن معاني باطنة تخالف المعاني الظاهرة،
والمعنى الباطن هو المعنى الذي لا يشبه الظاهر ولا يمكن الصرف إليه بقرينة بل يعرفه ناس ملهمون هم الأئمة كما يزعمون بخاصية العلم اللدني من الله.
وهذه القاعدة لا تخص آيات معينة بل هي عامة للقرآن كله ولم تستنتج استنتاجا من كثرة الروايات بذلك بل رويت فيها نفسها أصلا روايات كثيرة كقاعدة في فهم القرآن.
والتفسير الباطني الذي تتهم به الفرق الباطنية موجود وبكثرة في كتب التفسير الشيعية بل يعتبر مبدأ للتفسير. وإدعاء التفسير الباطني دون قرينة ولا علاقة باللغة أقوى من التحريف لأن التحريف ربما يغير آية أو آيتين بشكل مكشوف يبقي الشك لكن التأويل الباطني واعتباره قاعدة يعطي حرية في التصرف بكل معاني القرآن وصرفها عن مقصودها وهذا عين الإلحاد والزندقة.
ومن قواعدهم في تأويل وتفسير القرآن أن جل ما في القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم، فالقرآن حسب كتب الشيعة المعتبرة ليس كتاب عقيدة وتربية وأحكام وفرائض وأمور أخرى بل جله نزل في الأئمة وفي أعدائهم، ففي عنوان المقدمة الثانية لتفسير الصافي يقول: (جل القرآن إنما نزل فيهم -الأئمة- وفي أعدائهم) الصافي 1/24.
وحسب هذه النقولات فإن الأئمة ملائكة وكتب سماوية وأنوار إلهية وصفات الله وأسمائه وهم مع ذلك مستضعفون مظلومون!!
ومن قواعدهم أيضًا في تفسير القرآن اعتبارهم أن ما جاء عن الأئمة في تلك الكتب مسلما به غير قابل للنقاش ولا الاجتهاد رغم غرابته والرفض الفطري له.
ومن أمثلة ذلك قولهم نقلا عن الأئمة: (إن حديثنا تشمئز منه القلوب فمن عرف فزيدوهم ومن أنكر فذروهم)
البحار/192. يعني من قبل به من الشيعة فزيدوهم من هذا الحديث المنكر ومن رفضه فاتركوه.
بدون هذا التسليم لا يمكن بحال قبول هذه الروايات المخالفة للعقل والمنطق والذوق والمليئة بالتناقض الجذري والمكشوف.
وبهذه النقطة تكتمل حلقات إحكام التخلص من مشكلة القرآن وتحويله من الكتاب الأعظم عند المسلمين ومرجع وحجة بذاته إلى كتاب معدوم الحجية إلا بتفسير كتب الشيعة التي تتسلح بروايات منسوبة لآل البيت في تفسير القرآن وتلزم الشيعة بها وتمنعهم من التفكير فيها والتساؤل عن صحتها.
كما تشكل الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الشيعة نسبة لا تزيد عن خمسة بالمائة من مجموع ما في كتب الشيعة من الحديث.
لأن معظم الأحاديث تنسب لجعفر الصادق وعدد كبير ينسب لمحمد الباقر
والأحاديث الأخرى تنسب للأئمة الآخرين بمن فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والقليل مما يسمى حديثا لديهم ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبينما يستطيع أي شخص من أهل السنة تعلم الدين حيث لا احتكار للعلم الشرعي لا يمكن أن يعرف الدين عند الشيعة من خلال القراءة والدراسة بل لا بد من اتباع مجتهد معين يشرح الدين،
ولا يمكن لأي شخص أن يدخل في منظومة العلماء مهما بلغ من العلم الشرعي إلا بشروط خاصة غير العلم الشرعي ولا بد أن يحصل على تعميد من الحوزات أو المؤسسات الدينية حتى يصبح الشخص مجتهدا يستطيع أن يفتي ويعلم الدين ويفسر القرآن والحديث.
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/3933/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق