الاثنين، 1 يونيو 2009

فضفضة البابا شنودة

فضفضة البابا شنودة ومحمود سعد
علاء الدين حمدي

  فضلت تخصيص مساحة اليوم لمناقشة أمور أخرى لها نفس الأهمية والمردود على الوطن ، تدور حول " فضفضة " البابا شنودة مع الاعلامى اللامع محمود سعد فى برنامجه الأشهر "البيت بيتك" .

 والتى عبر من خلالها عما يختزنه فى أعماق قلبه بطريقة أحسست منها أن الرجل تعدى مرحلة الفضفضة الى مرحلة افشاء النوايا دون مواراة أو مداراة على غير عادته ..

 مستعديا كل قوى الشر على وطنه ،
نافثا فى روع اخوتنا الأقباط ما يرسخ فى نفوسهم أنهم فئة مضطهدة مهمشة ....
 
لتزيد كلماته من حالة الاحتقان التى أصبحنا نعانى منها جميعا بصورة ملحوظة .

ـ جاءت كلمات الرجل ، فى رأيى ، صادمة مؤلمة لا تصب فى صالح الوطن ،

حيث بدأ بالشكوى من ضعف التمثيل المسيحى فى المجالس النيابية والمهنية ،

 ناسيا أو متناسيا أن هذا الضعف يعود الى الاخوة الأقباط أنفسهم وعدم تفاعلهم مع مجتمع متسامح على أغلبيته يبحث دائما عن الذين لديهم القدرة على حل مشاكله اليومية وتمثيله تمثيلا حقيقيا فى مواجهة ديناصورات الفساد ،

 مؤكدا أن الأقباط لا يتم اختيارهم للمناصب العليا في البلاد !

ولا أدرى ما هى هذه المناصب العليا التى يسعى الرجل اليها والأقباط منهم وزراء وبرلمانيون ومحافظون وقادة عسكريون ووكلاء وزارة ومديرو عموم ورؤساء مصالح وفقا لكفائتهم وتسلسلهم الوظيفى وبنسب ربما تفوق نسبتهم فى المجتمع ...

 الا اذا كان يقصد منصب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية !

أو أنه يطالب بوجود "كوتة" محددة ....

 الأمر الذى يرفضه عقلاء الأقباط أنفسهم طوال تاريخهم الوطنى ، فعندما نالت مصر إستقلالها ،

رفض الأقباط بشدة أن يتضمن الدستور أى نص على تمثيل نسبى لهم فى البرلمان , يقينا منهم أن فكرة تمثيل الأقليات الدينية بنسبة محددة ليست الا فكرة هادمة للوحدة الوطنية وموجبة للتفريق بين أبناء الشعب الواحد ...
 والغريب أن المسلمين هم الذين طالبوا وقتها بهذا التمثيل النسبى كنوع من التكريم لاخوانهم الأقباط ،
( وفى يوم الجمعة 19 مايو سنة 1922عقد إجتماع كبير فى الكنيسة البطرسية ضم بضع فئات من الأقباط وقرروا بالإجماع رفض الإقتراح وأرسلوا برقيات بذلك إلى جميع المسئولين بالدولة ) زاهر رياض – المسيحيون والقومية المصرية.

ـ ثم يضيف البابا مستطردا أن "هناك ما هو أكثر من ذلك" !

وهى عبارة ذات مرمى وهدف ،

 فيها من اثارة العواطف القبطية الكثير ، وربما قالها الرجل استدراجا لعطف معارضى الكنيسة ، أو معارضيه هو شخصيا الأمر الذى لم يحدث ، على حد قراءتى ، مع البطاركة ال 116 الذين سبقوه !

ـ ثم ودون أن ينتبه الى أنه وضع يده على سبب ضعف التمثيل المسيحى فى المجالس النيابية والمهنية الذى يشكو منه ،
اعترف قائلا ( غالبا ما يصوت الأقباط لصالح الحزب الوطني بناء على تعليمات الكنيسة ) ,

 اذا فتعليمات الكنيسة هى السبب !

واشتغالها بالسياسة على حساب الدين هو موطن الداء ، ورغبتها فى ارضاء "أشاكيف" الحزب الوطنى وتملقهم للحصول على مكاسب قد تكون شخصية أو كنسية بعيدة عن آمال شعب الكنيسة هى التى جعلت الاخوة الأقباط يحجمون عن المشاركة الفعالة رضوخا لتعليماتها !

فمن نلوم اذا ؟

 الأقباط الذين أطاعوا الكنيسة , أم النظام الذى استغل الكنيسة ، أم الكنيسة التى سمحت بهذا الاستغلال ؟

ـ ورغم اتفاقى مع البابا فى قوله أن ( المرشح القبطي أيام الزعيم سعد زغلول كان ينجح في دائرة أغلبها مسلمين والمسلم في دائرة أغلبها مسيحيين، حيث كانت الوحدة الوطنية آنذاك في أوجها )

الا أن السبب لا يعود الى تلميحاته بأى حال ، وانما يعود الى اختلاف وطنية رجل الدين المسيحى واتساع أفقه وقتها ،

 فلم يحدث أن خاطب أحدهم شعبه ، كما يفعل هو منذ جلوسه على عرش الكنيسة 14 نوفمبر 1971،

على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية عليهم التحلى بالصبر وطولة البال ، ربما فى رأيه ، لحين انكشاف الغمة ورحيل المسلمين عن مصر !

ولم يستعد أحدهم بريطانيا العظمى دولة الاحتلال على بنى وطنه مسلمين أومسيحيين كما يحدث الآن مع أمريكا !

بل أن بعض الأقباط كان يحمل من العشق لتراب هذا البلد ربما ما لا يحمله بعض المسلمين الذين فضلوا مصالحهم وتعاونوا مع الاحتلال أنذاك !

ولعلنا قرأنا عن القمص سرجيوس ، خطيب ثورة 19 وكلمته الخالدة
 ( إذا كان الإنجليز متمسكون ببقائهم فى مصر بحجة حماية القبط فأقول ليمت القبط وليحيا المسلمون أحراراً ) ،

 ومن المفيد جدا أن نقرأ ما كتبه عنه الأستاذ عزت اندراوس فى موسوعته " تاريخ الأقباط " ( برز إسم القمص سرجيوس وسط الثائرين مع المسلمين ضد الإنجليز فأصدر مجلة المنارة المرقسية فى سبتمبر 1912 ...
وكان هدف المجلة دعوة الأقباط والمسلمين إلى التضامن والتآخى ، وتقويم الإعوجاج الذى تأصل فى الأقباط ككنيسة والضرب على العادات التى أضلت الشعب وأفسدت ما ورثناه من الآباء القديسين) ،

 هكذا كانت الروح الوطنية التى يسرت على "سعد" توحيد الأمة المصرية ، بدون تعليمات الكنيسة ، أو على الأصح بتعليماتها الوطنية .

ـ ثم انتقل البابا ليصب الزيت على نار الفتنة شاكيا من التمييز ضد الأقباط قائلا
( يدخل التلميذ الامتحان الشفوي، فيسألوه عن اسمه ،
فيقول إبراهيم إبراهيم أو إبراهيم كامل أو كامل إبراهيم، فإذا وصل إلى جرجس يكون هنا خط أحمر..
وقد تذهب البنت إلى الامتحان فتخشى أن تضع الصليب على صدرها إذا كان الأستاذ صعب شوية
) ...

 وهو كلام مرسل يستوجب الاعتذار لأنه يطعن فى نزاهة القائمين على الامتحانات مسلمين وأقباط ،
ويفتح المجال لادعاء وجود نفس الخط الأحمر أمام أبناء المسلمين أو بناتهم المحجبات اذا أوقعهم حظهم فى مواجهة مُمتحِن قبطى
!

ـ ثم تحدث البابا عن موقفه من أقباط المهجر قائلا ( أن ما ينطبق على الجزء لا ينطبق على الكل ) ،

ورغم أننى لم أفهم للوهلة الأولى من يؤيد الرجل ومن يقصد بالكل أو الجزء ....

الا أننى سعدت أيما سعادة حين قال
 ( أنه ليس من الحكمة أن يلجأ أقباط المهجر إلى الشكوى للرئيس الأمريكي باراك أوباما وانه يرفض هذا الأسلوب )

 وقلت فى نفسى أنه البابا شنودة ، المصرى الوطنى الأصيل ، صاحب المقولة الرائعة ( مصر وطن يعيش فينا ) ،

ولكن سعادتى للأسف ....!!!!

أو لحسن الحظ .....!!!!!

لم تدم لأكثر من جزء من الثانية حتى بددها قول الرجل

( لأن اللجوء لأوباما لن يأتي بنتيجة نظرا لكثرة أعبائه !!!!!!!!

 كما أن الولايات المتحدة ليست أوباما ؟؟؟؟؟؟

 فهناك الكونجرس ؟؟؟؟؟؟

 حيث لدى بعض المسيحيين في الخارج صداقات مع بعض أعضائه
؟؟؟؟؟ ) ،

وهنا فهمت أى جزء من أقباط المهجر يؤيد البابا .. المصرى !!!!

 بعد ما اتضح أن رأيه ليس فى رفضه لمبدأ الاستقواء بالأمريكيين ضد الوطن !!!!!

ولكن فى الاختيار " بحرفنة " من هو الشخص أو الجهة المناسبة التى يجب الاستقواء بها لتحقيق النتيجة التى اتضح ان البابا ينتظرها هو الآخر ؟؟؟؟؟!

ولكن ليس عن طريق شخص الرئيس الأمريكى ؟؟؟؟

وانما عن طريق الكونجرس ؟؟؟
الذى يضع السياسات التى يجب أن يتبعها الرئيس الأمريكى
ولا يستطيع الخروج عليها مهما كانت قوته أو شعبيته !


وكأن الرجل يقول للذين يناصبون مصر العداء من أقباط المهجر
( ماتبقوش خايبين ، أوباما مش فاضى لكم ومالوش قيمة ، العبوا مع الكونجرس ، هو ده المقتل ) .

ـ هكذا جاءت كلمات الرجل لتؤكد أن الكنيسة هى الأخرى تحولت الى مؤسسة سياسية شأنها شأن غيرها ،
 وأن بعض القائمين على أمورها هم أحد أهم أسباب حالة الاحتقان التى تسود المجتمع ،

 وأن اللعب بالنار أصبح مباحا عند الجميع للوصول الى الهدف ؟؟؟!!

 وان المشاعر الدينية أضحت هى السبيل السهلة للمكاسب الدنيوية ،

 يستوى فى ذلك الطرفان ، أو " سياسيو " الطرفين .. مسلمين ونصارى .

ـ وبقيت كلمة أوجهها للأخوة المسيحيين ، أننا نعلم أنكم الأقرب مودة ، وأنكم شركاء الوطن والمصير ، وأن لكم ما لنا وعليكم ما علينا ، وأن الدين للديان جل جلاله ، ونحن نقتدى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أذى ذميا فقد أذانى ، ومن عادى ذميا فقد عادانى " ،

لذلك كونوا كما عهدناكم ، أخوة لنا فى الوطن ، ولا تلقوا أذانكم الى مشعلى الفتنة ،

 وما قصدت من كلامى الى أن اضع أيديكم وأيدينا على أحد مواطن الداء والبلاء ..

 دون تجريح أو تسفيه أو تعريض بأحد

دعونا نقف مسلمين ونصارى أمام كل من أراد سوء بهذا البلد الطيب ..

 دعونا نحب ونغضب فى الله وحده ،

 ثم فى هذا التراب الطاهر .. بلدى وقرة عينى .. أم الدنيا .. مصر المحروسة ..

 بأمره تعالى ، ولو كره الكارهون .

ضمير مستتر:
" الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح , والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فأنه من فضلة القلب يتكلم فمه " لوقا 45:6

a4hamdy@yahoo.com
--
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
Google‏ مجموعة "al3wasem · العواصم من القواصم".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem2@googlegroups.com
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem@yahoogroups.com
للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-subscribe@googlegroups.com
للالغاءء للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-unsubscribe@googlegroups.com
الرجاء زيارة المجموعة على  http://groups.google.com.sa/group/al3wasem2?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

ليست هناك تعليقات: