يوزرسيف والحنطة التموينية
27/09/2010
لو كان يوزرسيف منشغلا بإرهاب معبد آمون المنحل ودسائسه ومؤامراته الخبيثة بعد وصول الأموال الهائلة من دول الجوار لما استطاع أن يمنع الكارثة التي ستحل بالمصريين بعد سبع سنوات من رؤيا ملكهم والتي أصبحت حقيقة فيما بعد .
ولو كان يوزرسيف اعتمد على أشخاص مخترقين أو يساومون على أهدافهم ؛ لما استطاع أن يصمد أمام خبث معبد آمون وأمواله التي كان يوزعها للأخوة الإرهابيين ضعاف النفوس لإجهاض مشروعه السلمي لبناء الإنسان وحماية الوطن من الدخول في المهاترات والمساومات والأجندات الخارجية في كيفية الانتهاء من أزمة القحط القادم وجفاف السنين.
فهو يعلم علم اليقين بان منظومة معبد آمون ليس لديها قضية سواء عندما كانت تحكم البلاد بالنار والحديد والكذب والنفاق والضحك على ذقون البسطاء أو بعد سقوطها وانفضاح غبائها فيما بعد ، وإنما جل اهتمامها كان فشل مشروع يوزرسيف وبأي طريقة ومراهنتها لإثبات وجودها عن طريق تشويه التجربة الجديدة .
فمرة سخرت إعلامها المأجور للتشكيك بأسلوب يوزرسيف في الخلاص ، ومرة أخرى عن طريق اغتيال يوزرسيف بالسيارات المفخخة والعبوات اللاصقة ، وأخيرا باستخدامها المنطق القومي المقيت باعتبار أن يوزرسيف لم يمتلك الجنسية المصرية.
ولكن يوزرسيف لم يعبا لفعل المعبد ، وإنما بدأ مشروعه ( التحرري) ببناء المخازن وادخار الحنطة لتامين وصول الخبز للناس والمحافظة على إيمانهم بالإله الأحد الصمد وبالتالي المحافظة على وطنيتهم ووطنهم من مساومات التجار أو الاحتلال ( لا سامح الله).
فالناس تبحث عن الخلاص ، ويوزرسيف جاءهم بالخلاص ولكن ليس بطريقة المعجزة ولا بطريقة فرض نفسه باعتباره نبي مبعوث تحّمل العذاب والاضطهاد والرق والتهجير ، وإنما بالجهد والاعتماد على النفس ، فالخطة الوطنية لفرض الاكتفاء الذاتي للوقوف أمام الغزو كان من أهم ركائزها احترام الزمن والادخار لقحط السنين المقبلة والقراءة الموضوعية لما يمكن فعله للوقوف أمام الخراب القادم إضافة إلى ثقتهم بالقائد الصادق النزيه .
فقد أمرهم بالزراعة وأعمار الأرض وليس من خلال تامين الحصة التموينية، وما إدراك ما الحصة التموينية؛ لأنه يعرف وهو النبي الملهم بان تلك طريقة الضعفاء وهي إجراء مؤقت لإنقاذ الشعوب.
لقد فشل معبد آمون المنحل ورجاله وحاشيته للوقوف أمام إرادة التغيير ، ونجح يوزرسيف وأصبح تجربة تقتدي ليس للمصريين فحسب وإنما لجميع الشعوب المبتلاة برجال معبد آمون .
فالدين والنبوة وتعاليم السماء جاءت لتحرير الناس من مطلق العبودية سواء كانت عبادة الشيطان أو النفس أو العوز والفقر أو الدكتاتورية أو الاحتلال البغيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق