هل أنت ظالم ام مظلوم ام من أعوان الظلمة؟
إن الصراع بين الحق والباطل صراع أزلي منذ خلق أبونا آدم عليه السلام.و غالباً ما تكون السطوة والقوة بيد الباطل فينتصر مادياً على الحق بالسلاح.ويتبع هذه الظروف ويلازمها أن يكون غالبية المجتمعات مع الباطل إلا القليل ممن اختار الوقوف مع الحق.كما جاء في قوله تعالى {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }الزخرف78
وإذا تأملنا جيدا في الآية الكريمة نجد أن فيها ما يدعونا إلى أن نعرف مكاننا. مع من نكون؟
وسأنقل لكم أعزائي القراء حادثة وقعت في زمن الإمام الصادق عليه السلام مضمونها وليس نصها. أن رجلا جاء إليه عليه السلام يستفتي عنده عن مشروعية عمله كخياط لدى احد الطغاة فقال الرجل هل أنا من أعوان الظلمة؟ فأجابه عليه السلام لا بل أنت من الظلمة . فلولا الحاجب الذي الذي يحرس بابه والكاتب الذي يكتب لصالحه والجندي الذي يدافع عنه والعيون التي تنافق له لما تمكن من أن يكون حاكماً.إنما أعوان الظلمة هم الناس الذين الذين لا يطالبون بحقوقهم ويسكتون عن ظلم الظالمين.
وحيث نشهد اليوم صراعاً حامي الوطيس بين الحق والباطل نجد المجتمع غالبيته مع أهل الباطل وكما اشرنا سابقا الى ضرورة ان تعرف موقعنا مع من نكون . حتى لا نكون من الخاسرين . فلم يخلقنا سبحانه وتعالى لنعمل ونأكل وننام. بل أراد منا الوقوف مع الحق ونصرته والتضحية بالعمل والمال والأهل. كي نكون مستحقين لرحمته تعالى.
وفي الظروف الصعبة التي كانت تجري على يد حزب البعث الحاكم كمثال كانت الناس تتحجج بالخوف من بطشه. فتلطف الله تبارك وتعالى بإعطائهم فرصة للوقوف مع الحق ضد الباطل.ولكي يرى صدق حجتهم شاء تبارك وتعالى ان يزيل البعث . فأصبح الحكم بالانتخاب والاختيار بدلا من الإجبار . فتوجهت الناس الى صناديق من الكرتون تحجب الناظرين عن معرفة ما اختاره من قادة سياسيين يداعون بحقوقه . وبعيدا عن الخوف. فاختاروا من علموا بفساد دينه ومبادئه بتجارب سابقة عديدة.
والرؤيا التي استخلصتها انا شخصيا هي ان لا وجود لأعوان الظلمة في المجتمع العراقي المعاصر بل كلهم ظلمة . نعم ظلمة بــ (جرة) القلم.وأما من حذر وانذر وألقى معاذيره وبقى يطالب بحقوقه ويستميت من اجل نيلها. لا من اجل منفعته الشخصية بل لأن ذلك هو الحق بعينه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق