انطلاق أول قناة للمتنصرين في مصر - وانطلاق الحرب الاعلامية
شريف الدواخلي – إسلام اون لاين 6/12/2009
أعلن يوسف نصر، رئيس فضائية "الطريق"، أن بث القناة رسميا للشرق الأوسط والأمريكتين سينطلق مطلع يناير المقبل على قمر صناعي أمريكي، كأول فضائية للمتنصرين.
ووسط توقعات بأن تثير هذه الخطوة الكثير من الجدل، نفت قيادات في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية أي علاقة لكنيستهم بالقناة الجديدة، أو قيامها بأي نوع من أنواع النشاط التنصيري "المنظم" في مصر.
وفي بيان نشره موقع "الأقباط أحرار"، قال نصر: إن فضائية "الطريق" ومؤسسة "حررني يسوع" التنصيرية، وقعا عقدا بموجبه تكون الفضائية "منبرا حرا لكل المتنصرين في أقطار الأرض" وستعرض تجاربهم وكيفية تحولهم للمسيحية.
وأضاف نصر أن بث الفضائية سينطلق للشرق الأوسط في أول يناير 2010 المقبل، بعد أن بدأ البث التجريبي بالفعل للأمريكتين في منتصف أغسطس الماضي.
ولم يتسن الحصول على تصريحات من جانب مسئولي القناة حول تفاصيل عملها وميزانيتها وتمويلها؛ لرفضهم الإدلاء بأية تصريحات رسمية بهذا الشأن، لكن مصادر مقربة من إدارة القناة أكدت لـ"إسلام أون لاين.نت" أن القناة، التي تعد الأولى من نوعها التي يتولى مسئوليتها المتنصرون، ستبث على القمر الأمريكي بعد أن يتم إطلاق القناة على شبكة الإنترنت أولا في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأضافت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، أن عددا من المتنصرين المفترضين سيقومون بتقديم برامج القناة بأنفسهم، من أبرزهم: د. يحيى زكريا (مصر) و أ.أحمد بولس (مصر) ود. محمد رحومة (العميد السابق لكلية الدراسات العربية بجامعة المنيا)، ونجلاء الإمام (الناشطة الحقوقية المصرية) والأخت رجاء العراقية.
وأشارت المصادر إلى أنه سوف يتم الترويج للقناة الجديدة عبر الإنترنت وغرف البالتوك (المحادثة)، وقدرت ميزانية القناة بما يزيد عن 10 ملايين جنيه (نحو 1.8 مليون دولار) سنويا، كبداية لإطلاق القناة، تكفل بالجزء الأكبر منها، تبرعات رجال أعمال مصريين مقيمين في المهجر، فضلا عن دعم من بعض المنظمات القبطية بالخارج أيضا.
موقف الكنيسة الأرثوذكسية: وفي سياق متصل، رفض الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، شمال القاهرة، الخطوة الخاصة بإطلاق قناة للمتنصرين في مصر، مؤكدا أن الكنيسة الأرثوذكسية في مصر لا علاقة لها بالقناة الجديدة، ولا تعرف عنها شيئا.
ونفى في الوقت نفسه قيام الكنيسة بما أسماه "أي نوع من أنواع النشاط التنصيري المنظم" في مصر، موضحا أن كل ما يهم الكنيسة هو رعاياها فحسب.
وشاطره الرأي القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد، (شمال القاهرة) وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "ما يعنينا في المرتبة الأولى هم العائدون للمسيحية، وليس المتنصرين الجدد، وبالرغم من كون بيان حقوق الإنسان (يقصد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) يؤكد أن كل إنسان حر في اختيار عقيدته وممارسة طقوسها بالشكل الذي يراه، فإن الكنيسة في مصر تراعي الظروف السياسية والاجتماعية الموجودة، فلا تقوم بعمليات تنصير بشكل منظم، ولا تدعو من هم خارجها إلى اعتناق المسيحية، ولكنها في الوقت نفسه لا ترفض من يأتي إليها طواعية".
فضائيات التنصير: يشار إلى أن هناك أكثر من 40 قناة فضائية ومحطة إذاعة تنصيرية ناطقة باللغة العربية، وموجهة للمسلمين، منها ما هو تابع للكنيسة المصرية، ومنها ما هو تابع للفاتيكان، ومنها ما هو تابع لمجلس الكنائس العالمي، فضلا عما هو مملوك منها لأشخاص، ويمكن التقاط بثها في الشرق الأوسط على أقمار عدة ليس بينها الأقمار العربية نايل سات وعرب سات.
وتوجه هذه القنوات خطابها إلى العوام في العالم العربي، وتخاطبهم بلهجاتهم المحلية، على أمل زيادة فاعليتها وتأثيرها.
كما تقوم بعض هذه القنوات ببث إرسالها باللغات التركية والفارسية والأُردية والمالايوية، لمخاطبة مسلمي آسيا والمقيمين منهم بالمهاجر، ويستمر بثها على مدار أربع وعشرين ساعة، وتعرض تجارب عدد من "المتنصرين"، وكيف دخلوا إلى الديانة المسيحية، لكن بعضها الآخر يبث بعض المواد التي تعد مسيئة للإسلام.
فقناة "سات 7" -على سبيل المثال- تبث برامجها من قبرص، وقد بدأت بالبث لمدة ساعتين فقط يوميا، في العام 1995، وفي العام 2004، بدأت تبث على مدار الأربع والعشرين، وبحسب القائمون عليها، فإن عدد مشاهديها يبلغ ما بين 1.5 إلى مليوني مشاهد.
وتبث القناة بعض البرامج التي عدت مسيئة للإسلام، ومن بينها برنامج "حوار الحق" للقس زكريا بطرس، والذي قدم فيه مائة حلقة شكك فيها في كل شيء عن الإسلام، كما استغل برنامجه "سؤال جريء" للتطاول على القرآن الكريم والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم).
أما قناة "المعجزة" المتخصصة في الحديث عن معجزات السيد المسيح "عليه السلام"، فبالرغم من أنها تقول إنها تدعو للتسامح بين الأديان، لكن بعض برامجها، مثل برنامج " لم لا؟"، يقوم القائمون عليه بإجراء مقابلات مع بعض المسيحيين الذين يهاجمون الإسلام.
جدل التنصير: وشهدت الفترة الأخيرة في مصر جدلا كبيرا حول قيام الكنيسة القبطية في مصر بعمليات تنصير للأغلبية المسلمة، وتم توجيه اتهامات للعديد من رموزها بالاضطلاع بهذا الأمر على لسان العديد من القيادات الدينية على رأسهم الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبعض المحامين المسلمين، برغم نفي الكنيسة المصرية رسميا أنها تقوم بمثل هذه الأنشطة.
وأكد محامون مصريون أن التنصير يندرج تحت بند جريمة "ازدراء الأديان"؛ حيث قال المحامي نبيه الوحش: إن من يقوم بأعمال لتنصير يقع تحت طائلة قانون العقوبات المصري، خاصة المواد 88 و98 فقرة "و" بعد تعديلها بالقانون رقم 29 لسنة 1982، والمادتين 171 و174 فقرة "2"، والمواد 176 و177 و188 و280، والتي تجرم ازدراء الأديان أو المساس بالنصوص والمقدسات الدينية.
في المقابل رأى نجيب جبرائيل المستشار القانوني للكنيسة القبطية، ورئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أن حرية التعبير مكفولة للجميع بجميع الطرق سواء أقباط أو مسلمين أو حتى متنصرين، وشدد على عدم وجود نص صريح في الدستور المصري يجرم التنصير.
من جانبها، تؤكد الكنيسة القبطية أنها لا تقوم بعمليات تنصير لكنها لا ترفض من يجيئها طواعية.
ويقلل مراقبون للشأن التنصيري من أهمية تأثير المحطات التنصيرية العربية وقدرتها على تحويل عدد يعتد به من المسلمين للديانة المسيحية.
--
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
Google مجموعة "al3wasem · العواصم من القواصم".
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem2@googlegroups.com
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى al3wasem@yahoogroups.com
للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-subscribe@googlegroups.com
للالغاءء للاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى al3wasem2-unsubscribe@googlegroups.com
الرجاء زيارة المجموعة على http://groups.google.com.sa/group/al3wasem2?hl=ar
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق